نقل، تعيين، إعادة… عندما يضحك إعلام على المسؤولين والجمهور

4 سبتمبر 2025آخر تحديث :
نقل، تعيين، إعادة… عندما يضحك إعلام على المسؤولين والجمهور
mehdi chaoui
(آش 24)///

في عصر تتسابق فيه الأخبار كما لو كانت في سباق أولمبي، ويمتطيه مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي بلا فرامل، أصبحت الشائعات حول نقل مسؤول، أو تعيينه في منصب جديد، أو حتى إعادته إلى المنصب الذي أزيح منه رياضة وطنية، يمارسها بعض الإعلاميون وكأنها هواية بريئة.

الطريف أن هذه الشائعات تقدم للقارئ على أنها مادة جاذبة، وكأننا أمام عرض كوميدي يومي، بينما يُسحب المسؤول وسط زوبعة من المشاكل والتداعيات التي تضر به شخصيا ومهنيا.

هذه الشائعات لا تترك أحدا في مأمن؛ فهي تضع المسؤول في موقف محرج، وتخلق توقعات غير واقعية، وكأننا نشارك في لعبة “خمن من سيضحك عليه اليوم”.

والأدهى أن ناشري الأخبار الكاذبة يجلسون على مقاعدهم المريحة، يتفرجون على الفوضى وكأنها فيلم سينمائي من إنتاجهم الخاص، متجاهلين أن سمعة الناس ليست مجرد أرقام ونقرات على شاشة الهاتف.

أما الوسائل الإعلامية التي تلهو بهذا الشكل، فتبدو وكأنها مسرحية مفتوحة للجمهور، تضحك على نفسها قبل أن يضحك عليها الآخرون. فالأخبار المزيفة تهشم المصداقية، وتترك الجمهور في حيرة بين قراءة الخبر ومشاهدة مسرحية كوميدية في نفس الوقت، فيما صورة الصحافة تتلطخ بالشك والتهكم.

والأسوأ أن النشر العشوائي لمثل هذه الأخبار لا يقتصر على الإضرار بالمصداقية، بل يحول الإعلام من أداة لنقل الحقائق إلى ماكينة ترفيهية متقنة الصنع، حيث تقاس النجاحات بعدد النقرات والتفاعلات، وليس بعدد الحقيقة والمهنية.

في نهاية المطاف، على الصحافة أن تتذكر أن رسالتها ليست مزحة يومية، وأن المصداقية ليست مجرد شعار يوضع على الصفحة الأولى. فالأمانة المهنية هي ما يحمي سمعة الأفراد والمؤسسات، ويمنع القارئ من الانزلاق في هاوية الشائعات والتضليل التي تتربص بنا جميعا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق