الدخول المدرسي: تحديات اليوم الأول في المدرسة وخطوات إنجاحه

3 سبتمبر 2025آخر تحديث :
الدخول المدرسي: تحديات اليوم الأول في المدرسة وخطوات إنجاحه
حسنى أفاينو (و.م.ع)///

يمثل الدخول المدرسي محطة حاسمة في حياة كل طفل، وانشغالا كبيرا، بالنسبة للآباء وأولياء الأمور، لا يخلو من توتر البدايات وهواجس الانتقال من بيئة أسرية خاصة إلى بيئة مدرسية عامة تنتظم فيها العلاقات وفق قواعد وقوانين مختلفة تتلاءم ودورها التربوي والتعليمي، مما يجعل مسألة إعداد الطفل لبدء موسم دراسي جديد أمرا هاما للغاية.

ويجمع المختصون التربويون على أن نجاح الدخول المدرسي سواء بالنسبة للأطفال الذين يعيشون تجربتهم الأولى للتمدرس أو المتعلمين العائدين إلى مقاعد الدراسة، يتوقف على مدى الاستعداد الجيد لكل من الآباء/أولياء الأمور، والمتمدرسين، والمعلمين، والإدارة التربوية.

وحول استعدادات المدرسة لاستقبال التلاميذ في أول يوم دراسي، تقول الأستاذة ثريا، مديرة مؤسسة تعليمية خاصة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن إدارة المدرسة تشرع في عقد سلسلة من الاجتماعات مع الأطر التربوية في شهر غشت للتذكير بأهمية اليوم الأول من الدخول المدرسي سواء بالنسبة للتلاميذ الجدد أو القدامى، باعتباره مدخلا لبناء علاقة جيدة وناجحة بين الطفل ومدرسته وفرصة لتعزيز الثقة بين المؤسسة و الآباء و أولياء الأمور.

ومن أبرز المبادرات التي تعتمدها المؤسسة لإنجاح تجربة الطفل في يومه الأول للتمدرس، تقول المتحدثة، الاستقبال في أجواء احتفالية لا تخلو من موسيقى وأناشيد ومظاهر الجاذبية المتمثلة في جمالية الصور والرسومات والألوان التي تزين ساحة المدرسة وأقسامها ومرافقها، مع السماح لآباء الأطفال الصغار الذين يبدون قلقا وخوفا من الانفصال عن آبائهم بالبقاء معهم لفترة حتى يستأنسوا أو يكتفوا بالحضور نصف اليوم فقط.

كما يشكل الاهتمام وحسن التواصل والابتسامة المشفوعة بعبارات الطمأنة في جو مفعم بالتفاؤل والتحفيز إحدى الآليات الفعالة لتسريع اندماج الأطفال داخل بيئتهم المدرسية، تضيف المديرة، مؤكدة في هذا الصدد على أهمية اللقاءات التواصلية التي تنظمها المؤسسة مع الآباء وأولياء الأمور للوقوف على الإشكالات المعرفية والتربوية والسلوكية الخاصة بكل تلميذ على حدة وتحديد سبل معالجتها. في هذا السياق ، عبرت ليلى، وهي أم لطفل في ربيعه الخامس، عن هواجسها بشأن ابنها الذي يتسم بحركية مفرطة وتخشى أن يؤثر ذلك على علاقاته داخل المدرسة. وقالت، في بوح لـ(ومع)، “أشتغل منذ فترة على إعداد ابني للدخول المدرسي – سنة أولى ابتدائي، بإعادة تنظيم أوقات نومه، وبتوعيته بأنه أصبح مؤهلا لولوج مستوى دراسي أعلى، سيحصل خلاله على لوازم مدرسية جديدة ومحفظة أكبر، مما يزيد من تحمسه للدخول المدرسي، ويشعره بالسعادة والانشراح “.

ولتعزيز انضباطه بالوسط المدرسي، تقول الأم “أركز في خطابي وحواراتي مع ابني على أهمية احترام قواعد القسم والتحلي بسلوك إيجابي لكسب محبة الجميع، مع تشجيعه بهدايا ومكافآت على التزامه”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تراهن أيضا على التعاون مع الإدارة التربوية للمدرسة والمعلمين لتذليل الصعوبات المحتملة في هذا الاتجاه.

ومن جانبها، أكدت الأخصائية النفسية فتيحة ملول، في حديث مماثل، على أهمية الاستعداد المبكر للدخول المدرسي حتى لا يكون دخولا فجائيا بالنسبة للطفل، وذلك بتعزيز بيئة التعليم داخل البيت في أواخر العطلة الصيفية من خلال تقسيم اليوم لفترات المتعة وأخرى للاستئناس بالكتب والقصص والتلوين و الرسم بالنسبة للصغار، مع إعادة تنظيم الأوقات، وإحياء واجبات الطفل نحو الحياة المشتركة وتكليفه بمسؤوليات بسيطة تشعره بالالتزام والمسؤولية والإنجاز والاعتماد على النفس، إلى جانب الحوار معه بشأن التغذية المدرسية ومكوناتها وكيفية إعدادها.

وشددت الأخصائية على ضرورة استعمال خطاب إيجابي يحبب الطفل للمدرسة ويخلق لديه الشغف بها والإقبال عليها بنهج أسلوب التشويق حول المستوى الدراسي الجديد الذي سينتقل إليه وبفرص اللقاء بالأصدقاء القدامى وخلق صداقات جديدة مع إعطائه نموذجا من إخوته أو أقاربه .

كما أكدت على ضرورة التعاطي مع تحدي ابتعاد الطفل عن أبويه (أو من يقوم مقامهما في الرعاية ) في اليوم الأول من تجربته المدرسية بمرونة وتدرج كبيرين من خلال تعزيز مشاعر الحب والحنان والأمان وبناء الثقة عبر اللعب والحوار والتعاون بين الأسرة والمدرسة، مما يحمي الطفل من صدمات فك الارتباط عن بيئته الأسرية ويعزز مناعته النفسية وقدرته على التأقلم مع الظروف والوضعيات الجديدة التي يواجهها، بعيدا عن الضغط والقلق وهواجس الخوف وفقدان الشعور بالأمان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق