بجوه المعتدل، وجمال شواطئه الجذابة، ومآثره التاريخية ومواسمه الثقافية والدينية، أضحى إقليم الجديدة، وجهة جذب سياحي بامتياز، وقبلة للعديد من الأسر المغربية والسياح الأجانب الباحثين عن تجربة سياحية غنية وفريدة.
وبالفعل، تعرف مختلف المدن التابعة للإقليم، رواجا سياحيا هاما، يزداد خلال موسم الاصطياف، بفضل الشريط الساحلي الذي يمتد على طول حوالي 150 كلم، وأزيد من 40 شاطئا يمتد من سيدي رحال شمالا إلى الوليدية جنوبا، ويشمل على الخصوص، سيدي بنونعايم، والحوزية، والدوفيل، وسيدي بوزيد، وسيدي عابد، وسيدي موسى، والغويرغات، ومريزيقة، وسيدي بلخير.
ومن أجل تحسين جودة الخدمات المقدمة خلال الموسم الصيفي الجاري، عملت السلطات المحلية بتنسيق مع مختلف المتدخلين والفاعلين على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الرامية إلى ضمان سلامة المصطافين وحسن تدبير الفضاءات الشاطئية.
وتشمل هذه الإجراءات على الخصوص، منع تام للدراجات النارية رباعية العجلات (الكواد) من السير والجولان بالشواطئ المخصصة للسباحة، وحظر ممارسة الأنشطة التجارية بالشواطئ دون ترخيص مسبق من الجهات المعنية، ومنع استخدام المركبات البحرية ذات المحركات (جيتسكي) في المناطق المحروسة الخاصة بالسباحة، للحد من المخاطر وتأمين سلامة المصطافين.
كما جرى اتخاذ التدابير الضرورية للحفاظ على نظافة وأمن مختلف الشواطئ التابعة للإقليم، وذلك لضمان بيئة آمنة ومريحة للمصطافين، حيث قامت السلطات الإقليمية بتفويض تهيئة ونظافة عدد من الشواطئ منها على الخصوص، شاطئ الحوزية والجديدة وسيدي عابد والغويرغات، لشركات خاصة، من أجل تجويد الخدمات المقدمة للزوار.
وفي هذا الصدد، أبرز إدريس المقرئ الإدريسي، رئيس قسم الجماعات الترابية بعمالة إقليم الجديدة، أنه تم خلال السنة الجارية تهيئة عدد من الشواطئ التابعة للإقليم، لضمان تجربة استجمام مريحة وآمنة للمصطافين، مشيرا إلى أنه يتم أيضا العمل على تهيئة وتوسيع عدد من المسالك الطرقية المؤدية لبعض الشواطئ من أجل تسهيل الولوج للزوار.
وأكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السلطات الإقليمية تواصل عملها من أجل تعزيز التنمية السياحية بالإقليم، وجعل من المنطقة وجهة سياحية لا غنى عنها، سواء لدى المغاربة أو الأجانب.
وأبرز أنه تم في إطار اتفاقية تجمع عمالة إقليم الجديدة والمكتب الشريف للفوسفاط والمديرية الإقليمية للتجهيز والمجلس الإقليمي للحوزية والجماعة الترابية الحوزية، تعبئة غلاف مالي يبلغ 21 مليون درهم لتوسعة طريق الحوزية على طول حوالي 8 كيلومترات، مضيفا أن هذه الاتفاقية تشمل أيضا إحداث مركز للدرك الملكي ومركز صحي وبناء مرافق صحية ورشاشات مائية من أجل ضمان راحة وأمن المصطافين.
وبالإضافة إلى شواطئه الخلابة، تعد المآثر التاريخية التي يزخر بها الإقليم، إحدى المؤهلات السياحية الهامة التي تجذب العديد من السياح من داخل المغرب وخارجه، حيث تشمل هذه المآثر، على الخصوص، الحي البرتغالي بالجديدة، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى بداية القرن السادس عشر، وقلعة أبي الأعوان الموجودة بمنطقة أولاد افرج، بالإضافة إلى المدينة القديمة بأزمور.
كما تعد الأنشطة الثقافية، من مواسم ومهرجانات، محطات هامة في استقطاب السياح خاصة المغاربة، المولوعين بالتراث المغربي الأصيل.
ويأتي على رأس هذه الأنشطة، موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي يعد أحد أهم التظاهرات الدينية والثقافية في المغرب، والذي نجح في جذب في دورة هذه السنة (ما بين 8 و16 غشت الجاري) أعداد غفيرة من الزوار، بالإضافة إلى مهرجان الموروث الثقافي بالحوزية (من 21 إلى 24 غشت الجاري)، ومهرجان العيطة بالجديدة، وغيرها.
وبهذا، يقدم إقليم الجديدة، عرضا سياحيا متكاملا، يجمع بين الاستجمام تحت أشعة الشمس الدافئة على أحد شواطئ الإقليم، والاستمتاع بالتراث الثقافي للمنطقة، والسفر في عبق التاريخ من خلال المآثر التاريخية التي تزخر بها مختلف المدن التابعة للإقليم، مما يجعلها تجربة سياحية متفردة تلبي كافة الأذواق.