مع استمرار موجة الحرارة التي تعرفها عدة مناطق من المملكة، ومن بينها مدينة تارودانت يحرص السكان على البحث عن بدائل للتخفيف من شدة الطقس، حيث تظل المسابح خلال النهار الوجهة المفضلة، فيما تتحول الساحات العمومية في المساء إلى فضاءات نابضة بالحياة ومتنفس جماعي يتيح الترويح عن النفس.
فخلال ساعات النهار، تسجل المسابح الخاصة والعمومية بالمدينة والنواحي إقبالا واسعا من طرف الأسر والشباب، الذين يجدون فيها فرصة للاستجمام، إذ يختار العديد من الآباء اصطحاب أطفالهم إلى هذه الفضاءات، لما توفره من أنشطة تساعد على الترفيه وتمنح الأطفال فسحة للعب والتسلية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مسير مركب سياحي بمدينة تارودانت، إبراهيم عاريف، أن هذا الفضاء يتوفر على مسبح أولمبي بمعايير حديثة، ومسبح مخصص للأطفال الصغار مجهز بعناصر السلامة الضرورية، إضافة إلى فضاء أخضر رحب مهيأ لاستقبال العائلات والزوار.
وأضاف أن المركب يعرف، خلال فصل الصيف، إقبالا متزايدا من طرف الساكنة المحلية وكذا السياح، الذين يجدون فيه متنفسا مفضلا للاستجمام والابتعاد عن حدة الحرارة التي تميز المنطقة في هذه الفترة من السنة، مشيرا إلى أن إدارة المركب تعمل على توفير خدمات متنوعة وأنشطة ترفيهية تجعل منه وجهة عائلية بامتياز.
من جانبه، قال عبد العزيز البدراري، أحد سكان مدينة تارودانت، في تصريح مماثل، إن الإقبال على المسابح والفضاءات العمومية خلال فصل الصيف أصبح عادة متجذرة لدى الساكنة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل، مضيفا أن هذه الفضاءات تمنح العائلات فرصة للترويح عن النفس وقضاء أوقات ممتعة مع الأطفال.
وبحلول المساء، ومع تسجبل انخفاض طفيف في درجات الحرارة، تشهد الساحات العمومية بالمدينة، كساحة 20 غشت وساحة أسراك وساحة 6 نونبر، توافد أعداد كبيرة من المواطنين، حيث تتحول إلى فضاءات نابضة بالحياة تجمع بين الترفيه والتواصل الاجتماعي
وتتزين هذه الساحات بالإضاءة الليلية وتنتشر فيها الموسيقى الخفيفة التي تضفي جو ا من البهجة والمرح.
وتحتضن هذه الساحات العائلات والأطفال والشباب، إلى جانب الباعة المتجولين وأصحاب العربات الصغيرة الذين يعرضون منتجات متنوعة من مأكولات خفيفة، عصائر، حلويات محلية، وألعاب بسيطة للأطفال، ما يضفي عليها طابعا اجتماعيا واقتصاديا مميزا ويجعلها وجهة يومية لعدد كبير من الساكنة خلال فصل الصيف.
وبالمناسبة، أكد التيجاني مراد، من سكان المدينة، أن هذه الفضاءات العمومية لا تقتصر على كونها أماكن للتنزه فحسب، بل تشكل أيضا مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية العلاقات بين الأسر والأصدقاء، فضلا عن كونها فضاء اقتصاديا مصغرا يتيح للشباب فرص عمل موسمية من خلال أنشطة تجارية بسيطة، مثل بيع المثلجات أو تقديم عروض فنية قصيرة.
وعموما تظل المسابح والفضاءات العمومية بتارودانت، خلال فصل الصيف، متنفسا جماعيا للساكنة، حيث توفر هذه الفضاءات فرصا للترفيه والترويح عن النفس، وتعكس مدى ارتباط المواطنين بعاداتهم الصيفية، فضلا عن دورها في تعزيز الروابط الاجتماعية وإضفاء حيوية على الحياة اليومية للمدينة.