أمام أخطار البحر في فصل الصيف: الوقاية قبل كل شيء!

19 أغسطس 2025آخر تحديث :
أمام أخطار البحر في فصل الصيف: الوقاية قبل كل شيء!
(آش 24)///

وراء الصورة الخلابة للرمال الذهبية، ونسمات الرياح العليلة، والآفاق اللامتناهية… يمكن للبحر أن يخبئ خطرا كبيرا ويحصد الأرواح.

خلال موسم الاصطياف، تشكل حوادث الغرق تهديدا خطيرا للسباحين. هذه المآسي، التي ما تزال تودي بحياة العديد من الضحايا، كان، للأسف، ليوتنان كولونيل عادل حيمودي، قائد مركز الإغاثة التابع للوقاية المدنية بعين الذئاب الدار البيضاء، شاهدا على وقوعها في مناسبات عديدة.

“أصعب شيء هو إخبار أم بغرق ابنها…”، يفصح ليوتنان كولونيل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بصوت خافت ونظرات غارقة في ذكرياته، وكأن كل كلمة تعيده إلى وجه، مشهد، أو مأساة كان شاهدا عليها.

بالنسبة لقائد مركز الإغاثة بعين الذئاب، فإنه من الضروري عدم الاستهانة بالبحر، مؤكدا أن “البحر أقوى من أن نجرؤ على تحديه”.

وأضاف أن التيارات الخفية، والحفر بين الصخور، وحركات المد والجزر غير المتوقعة: كل هذه العناصر قد تحول سباحة بسيطة إلى خطر مميت، مشددا على أنه “أن تكون قد سبحت بأمان أمس لا يعني أن المكان نفسه سيكون آمنا اليوم”.

وأكد أن “البحر لا يجرف إلا السباحين الماهرين”، مشيرا إلى مثل مغربي قديم، تؤكده الحقائق. “الشباب الأكثر ثقة بأنفسهم، أولئك الذين يبالغون في تقدير قدراتهم، غالبا ما يكونون الأكثر عرضة للخطر”. وبالفعل، الإحصاءات تؤكد ذلك، حيث إن حالات الغرق شائعة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 سنة.

وحذر ليوتنان كولونيل حيمودي بشكل خاص من المناطق غير الخاضعة للمراقبة، موضحا أنه “نحتاج من 10 إلى 15 دقيقة للوصول إلى شخص يغرق في موقع معزول. وغالبا ما يكون حينها قد فات الأوان”.

في الواقع، كل موسم صيف (من فاتح ماي إلى 30 شتنبر)، تنتشر عناصر الوقاية المدنية على الشواطئ برفقة السباحين المنقذين الموسميين الشباب.

يقوم هؤلاء الشباب بالمراقبة، ورصد أدنى علامة استغاثة. مهمتهم أساسية، لكنهم يؤكدون أنه: لا شيء يغني عن الحذر.

وفي هذا السياق، يؤكد خبراء الوقاية المدنية على ضرورة احترام مجموعة من التعليمات الهامة، منها على الخصوص، عدم السباحة أبدا في منطقة غير خاضعة للمراقبة، واحترم علامات السلامة (الأعلام الحمراء تعني الخطر، والسوداء تمنع السباحة، والصفراء تحث على الحذر حتى في المناطق الخاضعة للمراقبة)، وعدم المبالغة في تقدير القدرات البدنية وتجنب السباحة بشكل فردي.

وفي هذا الإطار، شدد أحد منقذي السباحة الموسميين على ضرورة مراقبة الأطفال باستمرار، حتى مع استخدام سترات السباحة أو العوامات، مشيرا إلى أن “حالات الغرق قد تحدث في أقل من دقيقة”.

وتعد الصدمة الحرارية الناتجة عن دخول مفاجئ إلى الماء سببا للعديد من حالات الغرق. لذلك، من الضروري دخول الماء تدريجيا، خاصة بعد التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو تناول وجبة دسمة.

وبالنسبة للمنقذين، فإن كل تدخل هو بمثابة سباق مع الزمن، وفي هذا السياق قال أحد المنقذين الشباب “لدينا فرصة من 3 إلى 5 دقائق لإنقاذ شخص ما. كل ثانية لها أهميتها”.

ولهذا السبب، تعد الوقاية والمسؤولية الفردية أمرا بالغ الأهمية، كل إجراء بسيط، أو تعليمات متبعة جيدا، أو سباحة تم تأجيلها، قد تحدث فارقا بين الحياة والموت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق