في أجواء تسودها مشاعر الفخر والارتباط العميق بالوطن، احتضنت عمالة وجدة أنكاد، اليوم الأحد، فعاليات اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، الذي يُعد محطة سنوية لتعزيز الروابط المتينة التي تجمع الجالية المغربية بوطنها الأم.
وقد جرى اختيار شعار هذه الدورة: “ورش الرقمنة: تعزيز خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم”، انسجامًا مع التوجهات الملكية السامية الرامية إلى تحديث الإدارة وتيسير الولوج إلى الخدمات العمومية عن بُعد، بما يستجيب لانتظارات الجالية ويساير التحولات الرقمية الكبرى التي تعرفها بلادنا.
وقد عرف اللقاء حضورا وازنا لأفراد الجالية المنحدرين من جهة الشرق، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين وممثلي المؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع المدني.
وفي كلمته الافتتاحية، عبر الكاتب العام رئيس قسم الشؤون الداخلية، نيابة عن والي جهة الشرق، عن الاهتمام البالغ و العناية المولوية السامية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرعاياه بالخارج، وحرصه المتواصل على الاستجابة لتطلعاتهم المشروعة وتوفير سبل المواكبة والدعم لهم أينما وجدوا. مشيدا، في نفس السياق، بتشبثهم الراسخ بالهوية الوطنية وبمواقفهم الثابتة في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية.
وقد تميزت فعاليات هذا اليوم الوطني بتنظيم أروقة مؤسساتية متعددة، شكلت فضاءات تفاعلية للإنصات لانشغالات الجالية، والرد على استفساراتها ومقترحاتها مباشرة. كما جرى إبراز التقدم المحرز في مجال رقمنة وتبسيط المساطر الإدارية، بما يمكّن مغاربة العالم من تدبير ملفاتهم والاستفادة من الخدمات دون الحاجة إلى التنقل.
هذا، وقد لقيت المبادرة استحسانا واسعا من الحاضرين، الذين نوهوا بأهميتها في ترسيخ التواصل المباشر، داعين إلى تعزيز استمراريتها وتوسيع نطاقها لتشمل قضايا وملفات أخرى تهم الجالية.
كما وجبت الإشارة أنه في نفس الإطار، وعلى غرار السنوات الفارطة جرى إحداث خلييتين لاستقبال الجالية المغربية على صعيدي ولاية جهة الشرق ومطار وجدة انجاد تعنيان باستقبال الجالية والانصات لهم بغية توجيههم وإيجاد حلول لمشاكلهم.
واختُتمت فعاليات هذا اليوم الوطني بلقاء مباشر مع أفراد المغاربة المقيمين بالخارج، في إطار تعزيز التواصل والتقارب معهم، فقد استقبل الكاتب العام بالنيابة لولاية جهة الشرق ما يناهز ستين فردا من أبناء الجالية، للاستماع إلى شكاياتهم وتظلماتهم المتعلقة بمختلف القضايا والانشغالات التي تهمهم.
وقد جرى خلال هذا اللقاء تقديم شروحات وافية حول المساطر الإدارية المعتمدة، مع الحرص على دراسة الملفات المعروضة بدقة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها في إطار من الشفافية والنجاعة.