صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، أمس الخميس بوجدة، على إنجاز 236 مشروعا في إطار برنامجي تحسين الدخل والإدماج الاجتماعي للشباب، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 23,95 مليون درهم.
وتتوزع هذه المشاريع المصادق عليها، خلال هذا الاجتماع الذي ترأسه والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنجاد، خطيب الهبيل، على برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بـ 220 مشروعا ضمن محور دعم إحداث المقاولات، بغلاف مالي إجمالي يقدر بأكثر من 16.1 مليون درهم، و5 مشاريع ضمن محور تحسين الدخل بكلفة تقدر بـ 700 ألف درهم، تساهم فيها المبادرة الوطنية بـ 630 ألف درهم.
وفي إطار نفس البرنامج، وبتمويل كامل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمت برمجة إنجاز 10 أكشاك لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بساحة سيدي عبد الوهاب، بغلاف مالي يقدر بمليون درهم، ودعم الإدماج الاجتماعي والمهني للشباب الذين بدون شغل، ولا يدرسون أو يتابعون أي تكوين بعمالة وجدة-أنجاد، بغلاف مالي يقدر بـ 150 ألف درهم.
كما صادق أعضاء اللجنة، أيضا، على المساهمة في بناء مركز إيواء مرضى السرطان ورفقائهم، الذي سيتم إنجازه بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 6 ملايين درهم، تساهم فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمليون درهم، وذلك ضمن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.
ويأتي هذا الاجتماع، في سياق مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز الإدماج الاقتصادي، وتحسين ظروف عيش الفئات المستهدفة، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية لجعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة أساسية للتنمية المستدامة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الهبيل أن هذا اللقاء يشكل لحظة للتفكير الجماعي في أفضل السبل لترجمة توجهات المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية على أرض الواقع، وضمان تنزيل أمثل لبرامجها، باعتبارها إحدى الآليات المحورية لتكريس العدالة المجالية والاجتماعية، وتحقيق تنمية سوسيو-اقتصادية متوازنة.
وسلط والي الجهة الضوء على ما تحمله ذكرى عيد العرش المجيد من رمزية قوية، مبرزا أن هذا الحدث الوطني الكبير يجسد مدى التلاحم الوثيق بين العرش والشعب، ويشكل مناسبة لاستحضار الإنجازات التي تحققت بقيادة جلالة الملك، خاصة في مجال التنمية البشرية، التي اختارها جلالته مشروعا استراتيجيا لإعادة الاعتبار للعنصر البشري.
وأشار إلى أن فلسفة المبادرة الوطنية تقوم على تكريس اللامركزية وتعزيز مشاركة المواطنين في اقتراح وإنجاز وتتبع المشاريع، وهو ما تجسد عمليا من خلال العمل المشترك بين السلطات المحلية، والمجالس المنتخبة، والنسيج الجمعوي، ومختلف القطاعات الحكومية؛ ما مكن من تحسين ولوج الفئات الهشة إلى الخدمات الأساسية.
ومن جهته، أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة وجدة – أنجاد، أنس صالح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مجموع هذه المشاريع التي ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما يناهز 16 مليون درهم، تهم بالأساس خلق فرص الشغل لفائدة الشباب، وتعزيز المبادرات الذاتية، لاسيما في مجالات الأنشطة الاقتصادية، والصناعات الغذائية، والحرف اليدوية، والخدمات، وتربية النحل، والابتكار التكنولوجي.
وأبرز في هذا الصدد، أن نسبة تمويل المبادرة لهذه المشاريع والتي تجاوزت 90 في المائة، تعكس التزامها القوي بمواكبة المقاولات الصغرى والناشئة.
وأشار صالح إلى أن ملفات المشاريع تمت دراستها من طرف لجنة تقنية، كما خضع حاملوها لمقابلات فردية عبر منصة الشباب، لضمان نجاعة الانتقاء، مع الحرص على ضمان استمرارية المشاريع وقابليتها للإنجاز، مؤكدا أن الملفات غير المقبولة ستستفيد من الدعم والمواكبة في أفق إعادة إدماجها مستقبلا.
وقد شكل الاجتماع أيضا مناسبة لاستعراض وضعية المشاريع السابقة قيد الإنجاز، ومناقشة آليات تحسين برمجة الاعتمادات، والرفع من فعالية ووقع المشاريع التنموية، مع التأكيد على أهمية التتبع والتقييم المستمر لمختلف مراحل التنفيذ، ضمانا لبلوغ الأهداف المسطرة وتفادي تعثر المبادرات المعتمدة.