الصين: البراق تحت الأضواء خلال للمؤتمر العالمي للسرعة السككية الفائقة

8 يوليو 2025آخر تحديث :
الصين: البراق تحت الأضواء خلال للمؤتمر العالمي للسرعة السككية الفائقة
(آش 24)///

شكلت تجربة “البراق”، وهو أول قطار فائق السرعة في القارة الإفريقية، محور اهتمام خلال مائدة مستديرة نظمت أمس الثلاثاء في بكين، في إطار الدورة الـ12 للمؤتمر العالمي للسرعة السككية الفائقة، بحضور مسؤولين حكوميين من مختلف الدول ومسؤولين من الاتحاد الدولي للسكك الحديدية.

وأوضح المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع،، خلال هذه المائدة المستديرة التي عقدت تحت عنوان: “السكك الحديدية فائقة السرعة: آفاق جديدة”، أن قطار البراق، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2018، يحقق اليوم أداء ممتازا، وسيشهد قريبا توسعا ملحوظا.

وأكد الخليع أن النموذج الاقتصادي لقطار البراق متوازن، حيث يغطي جميع تكاليف الاستغلال، وينتج هامشا تشغيليا مرتفعا مقارنة بالمعايير الدولية.

وأضاف أن لقطار البراق أثرا إيجابيا على التنمية المستدامة للمملكة، حيث تشتغل 90 في المئة من قطاراته بالطاقة الخضراء، وهو ما يحقق أقل بصمة كربونية في قطاع النقل.

وبناء على هذه النتائج، يضيف الخليع، أطلق المغرب في أبريل الماضي، تحت قيادة جلالة الملك، مخططا طموحا لتطوير قطاع السكك الحديدية في أفق 2030، يهدف إلى جعل القطاع “العمود الفقري للتنقل المستدام”.

وأوضح أن هذا المخطط الضخم، الذي يتطلب استثمارا يقارب 10 مليارات أورو، يشمل تمديد خط السكك الحديدية فائق السرعة إلى مراكش، على مسافة 430 كيلومترا، بسرعة تشغيل تبلغ 320 كيلومترا في الساعة.

وأضاف أن هذا التمديد سيرفع إجمالي شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة المغربية إلى 630 كيلومترا بحلول نهاية عام 2029، داعيا المانحين الصينيين والدوليين إلى مواكبة هذا المشروع الطموح.

وأشار إلى أن هذا التمديد سيمر عبر خمس مناطق اقتصادية تمثل 65 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي و60 في المئة من ساكنة البلاد. كما سيوفر خدماته للمدن الرئيسية في البلاد، ولثلاثة ملاعب ستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2030 -التي سينظمها المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال- بالإضافة إلى مطارين دوليين.

وأكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية أنه سيتم توفير خدمة نقل للقرب، مطابقة للمعايير الدولية، لفائدة مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش على مسار يبلغ طوله 250 كيلومترا، بمعدل رحلة قطار كل 7.5 دقائق.

وأضاف أن هذا المشروع يتضمن اقتناء أسطول من 168 قطارا من جميع الأنواع، بالإضافة إلى تهيئة حوالي 40 محطة.

وفي معرض حديثه عن الشراكة الصينية-المغربية في مشروع تمديد “البراق”، أشار الخليع إلى أن أعمال الهندسة المدنية قد تم إسنادها بالتساوي لشركات مغربية وصينية. كما أكد أن الدراسات الجارية للمقطع الممتد بين مراكش وأكادير البالغ طوله 230 كيلومترا قد عهد بها إلى مكتب الدرسات “تشاينا ريلواي ديزاين كوربورايشن” (CRDC)، التابعة لـ”تشاينا ستايت ريلواي غروب”، وهي مقاولة عمومية صينية متخصصة في قطاع السكك الحديدية.

من جانبه، أشاد الأمين العام للمنتدى الدولي للنقل، يونغ تاي كيم، بمشروع تمديد خط قطار البراق فائق السرعة، معتبرا أنه سيعزز التنمية والتنقل المستدامين في المغرب.

وأوضح المتحدث بأنه “تماشيا مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، يجعل هذا المشروع من المغرب مرجعا ونموذجا يحتذى به في إفريقيا في ما يخص مجال الربط”.

حضر هذه المائدة المستديرة المدير العام للوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة، عبد اللطيف زغنون، وسفير جلالة الملك لدى الصين، عبد القادر الأنصاري.

وتجمع الدورة الـ12 للمؤتمر العالمي للسرعة السككية الفائقة، التي ينظمها الاتحاد الدولي للسكك الحديدية من الثلاثاء إلى الجمعة، أزيد من 3000 خبير ومهني في قطاع السكك الحديدية من جميع أنحاء العالم، لمناقشة أحدث الابتكارات التكنولوجية والتحديات المستقبلية للنقل السككي فائق السرعة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق