جرى، اليوم الخميس، إعطاء انطلاقة برنامج “طنجة، ملاعب الخير” في إطار الجهود المبذولة الرامية للنهوض بقطاع الرياضة بتراب عمالة طنجة-أصيلة.
وجرى الإعلان عن البرنامج خلال حفل تميز بحضور والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، عامل عمالة طنجة أصيلة، يونس التازي، والعامل المكلف بالشؤون الداخلية الجهوية، ورئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة، ورئيس جماعة طنجة، ومدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال، وعدد من المسؤولين وممثلي الجمعيات الرياضية والفاعلين بالمجتمع المدني.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على المبادئ الرئيسية للبرنامج وأهدافه والإطار الذي من خلاله سيتم تفعيله، من أجل تدبير أكثر فعالية لملاعب القرب بتراب العمالة.
في كلمة بالمناسبة، أكد التازي على أن إطلاق هذا البرنامج يأتي استجابة لوضعية حالية لملاعب القرب، والتي تتميز بإكراهات متعددة، أهمها عدم حرفية التسيير ونقص الشفافية في الاستفادة، والوضعية المتردية لبعض الملاعب بفعل نقص الاستثمار في الصيانة والتجديد رغم المداخيل المهمة التي تحققها هذه الملاعب، وانفتاحها المحدود على باقي الرياضات.
وشدد الوالي على أن “هذه الوضعية لم تعد مقبولة في ثاني أكبر مدينة على صعيد المملكة”، لاسيما مع الاستعدادات الجارية بالمغرب لتنظيم استحقاقات رياضية دولية كبرى، وبصفة خاصة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، والتي ستحتضن مدينة طنجة بعض فعالياتها.
وذكر بان مدينة طنجة، على غرار باقي المدن المحتضنة لهذه المواعيد والمغرب بصفة عامة، انخرطت، في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أوراش كبرى لتأهيل البنيات التحتية والرياضية والحضرية، والتي تسير كلها بوتيرة حثيثة لتكون جاهزة في الموعد المحدد.
وشدد على أن التحدي الأكبر يبقى هو “جاهزيتنا جميعا كفاعلين مؤسساتيين وسياسيين ومجتمع مدني وفرق رياضية ومواطنين مغاربة على العموم في مجال الحكامة الجيدة والتسيير المحكم وتغليب مصلحة الوطن والمواطن”.
في هذا السياق أعلن عن أن برنامج “طنجة، ملاعب الخير” يستهدف وضع أسس مقاربة جديدة في تدبير الملاعب الرياضية للقرب، تقوم على تجويد وتنويع العرض الرياضي وتيسير ولوج الممارسين من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية للبنيات التحتية الرياضية، وضمان الشفافية والحكامة الجيدة والتسيير المضبوط عبر وضع تطبيق معلوماتي لتدبير ملاعب القرب، وإعطاء دفعة جديدة للرياضية المدرسية، وأخيرا تمكين الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية من الاستفادة من المداخيل الصافية لاستغلال ملاعب القرب.
وخلص إلى أن المرحلة الأولى من البرنامج الممتدة على سنة 2025 تطمح إلى إحداث وإعادة تهيئة 34 ملعبا رياضيا للقرب بجل أحياء مدينتي طنجة وأصيلة، تشمل تخصصات البادل (6 ملاعب) وكرة القدم (22 ملعبا) وكرة السلة (4 ملاعب)، والكرة الطائرة وكرة اليد (ملعب واحد لكل منهما)، منوها بأنه سيتم توسيع البرنامج بشكل تدريجي ابتداء من سنة 2026 ليشمل كافة تراب عمالة طنجة – أصيلة.
كما سيمكن البرنامج من تعزيز تنظيم منافسات رياضية من شأنها المساهمة في الإشعاع الرياضي لمدينة طنجة وإحداث مداخيل قارة للجمعيات الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والعاملة في مجال الرعاية الاجتماعية ومواكبة الأشخاص في وضعية هشة، والتي تقدم خدمات جليلة رغم الصعوبات المالية.
من جانبها، أشارت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وفاء شاكر، إلى أن هذا البرنامج الطموح يندرج في إطار الزخم المتواصل لدعم الشباب ودمقرطة الأنشطة الرياضية، في سياق استعدادات المملكة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، معتبرة أن هذه المبادرة، الأولى من نوعها على المستوى الوطني، تجسد رؤية جديدة لتدبير الشأن العام على المستوى الجهوي.
وسجلت أن هذا البرنامج يهدف إلى تحسين جودة البنيات التحتية الرياضية، وتنويع العرض الرياضي، والنهوض بالرياضة المدرسية، وضمان حكامة جيدة لهذه البنيات التحتية، معربة عن أملها في تعميم هذا البرنامج على مناطق أخرى من المملكة.
من جانبه، سجل المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطنجة-أصيلة، رشيد ريان، أن هذا البرنامج يهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للرياضة المدرسية، وتنويع وتحسين العروض الرياضية، وضمان حكامة جيدة للملاعب الرياضية، ودعم الجمعيات الشريكة في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية النشيطة في مجال المساعدة الاجتماعية.
وأوضح ريان، رئيس الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، أن المرحلة الأولى من هذا البرنامج، تشمل في المجموع 34 ملعبا للقرب، مبرزا أنه سيتم توسعة قائمة الملاعب المنخرطة في البرنامج مستقبلا.
وبغية وضع إطار مؤسساتي لتفعيل البرنامج المشار إليه من خلال ترسيخ الشراكة في مجال تدبير الملاعب الرياضية للقرب بتراب العمالة، تم بنفس المناسبة توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين عمالة طنجة-أصيلة، والاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية.
ومن المنتظر ان تساهم هذه الشراكة وهذا المنهج الجديد في تدبير الملاعب الرياضية للقرب في تطوير البنيات التحتية الرياضية، وتشجيع الناشئة، ذكورًا وإناثًا، على ممارسة الرياضة في بيئة آمنة ومؤهلة، وكذا تمكين الجمعيات الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية من مداخيل قارة، تتيح لها تنفيذ برامجها، حيث ستخصص العائدات الصافية للملاعب لفائدة الجمعيات التي سيتم اختيارها بناء على معايير محددة.
يشار إلى أنه ستعطى أولوية استعمال هذه الملاعب لتلاميذ الجمعيات الرياضية التابعة لمؤسسات التعليم العمومي وبالمجان.