عقدت، اليوم الخميس، اللجنة الإقليمية للماء باشتوكة ايت باها، اجتماعا موسعا خصص للتداول في عدد من الإجراءات الاستباقية، والمشاريع المهيكلة التي سيتم إخراجها إلى حيز الوجود لضمان ولوج ساكنة مختلف جماعات الإقليم إلى الماء الصالح للشرب بالكميات الكافية والجودة المطلوبة.
وفي كلمة بالمناسبة، استعرض عامل الإقليم، محمد سالم الصبتي، الخطوط العريضة للسياسة المائية، والمخططات الاستراتيجية التي تم اطلاقها على المستوى الوطني تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الاطار، مبرزا نجاعة مختلف البرامج التي تم اطلاقها لتدبير العرض والطلب، وتجاوز عدد من الإشكالات المرتبطة بتأمين الحاجيات من هذه المادة الحيوية، في ظل توالي مواسم الجفاف والخصاص المتزايد في المخزون المائي.
من جانبهم، قدم ممثلو مصالح وكالة الحوض المائي لسوس ماسة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الماء الصالح للشرب- والشركة الجهوية للتوزيع والمكتب الجهوي للاستتمار الفلاحي سوس ماسة، تشخيصا دقيقا لواقع المخزون المائي الاستراتيجي باقليم اشتوكة ايت باها ووضعية الإجهاد المائي الذي تعاني منه مختلف جماعات الإقليم، والتراجع في الموارد المائية السطحية والجوفية.
وأكدوا، في هذا الصدد، على أن هذه الوضعية تستدعي الاسراع في إخراج مشاريع مهيكلة لتأمين تزويد ساكنة اقليم اشتوكة ايت باها من هذه المادة الحيوية.
وفي هذا الإطار، تم التطرق إلى بعض الحلول الاستباقية الاستعجالية والتي همت إحداث عدد من الأثقاب المائية بعدد من جماعات الإقليم، وتجهيزها ووضعها في منظومة الانتاج المحلي، بالإضافة إلى عدد من الأوراش المهيكلة التي أطلقتها مصالح المكتب الوطني للكهرباء قطاع الماء من خلال عدد من المشاريع الضخمة لتزويد جماعات المنطقة الجبلية انطلاقا من سد اهل سوس والرفع من الطاقة الاستيعابية لمحطة المعالجة، وهي مشاريع تطلبت تعبئة استتمارات مهمة.
من جهة أخرى، سلط هذا الاجتماع الضوء على أهمية الاعتماد على الموارد المائية غير الاعتادية، من خلال تأمين تزويد عدد من جماعات الإقليم انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر، خصوصا جماعات سيدي بيبي وايت اعميرة وبيوكرى، مع إبراز أهمية الاسراع في اخراج مشروع ربط المنطقة الجبلية بمحطة تحلية مياه البحر، كحل مهيكل وجذري لتأمين تزويد ساكنة الجماعات الجبلية بهذه المادة الحيوية.
وشكل اللقاء أيضا، مناسبة لاستعراض المجهودات المبذولة من طرف مصالح المكتب الجهوي الاستتمار الفلاحي سوس ماسة للمحافظة على الوضعية المهمة الإقليم في مجال الانتاج وتصدير عدد من المنتوجات الفلاحية، خصوصا البواكر، ومواجهة التحديات المتزايدة نتيجة توالي مواسم الجفاف، وهذا ما يستدعي عقلنة استعمال الموارد المائية بالاقليم، والحفاظ على الموارد المائية السطحية والجوفية، و اطلاق برامج للمحافظة على المخزون المائى لمدار اشتوكة.
واستعرضت باقي المداخلات، انخراط عدد من المتدخلين، خصوصا مجلس جهة سوس ماسة ووكالة تنمية الواحات وشجر الأركان في تمويل وإخراج عدد من المشاريع المرتبطة بتزويد عدد من المناطق بالماء الصالح للشرب، مع التأكيد على أهمية مواكبة الجمعيات المشرفة على تدبير هذه المادة، خصوصا بالمناطق القروية، والتنويه بمساهمتها في هذا المجال، وعلى أهمية اليقضة والتنسيق لمواجهة إكراهات الظرفية المائية الصعبة.
كما جرى التطرق إلى المجهودات المبذولة من طرف الجماعات الترابية في مجال تزويد الساكنة بالماء، مع الدعوة إلى اخراج بعض المشاريع المهيكلة، خصوصا السدود التلية بالمنطقة الجبلية، والرفع من عدد النقاط المائية وتجهيزها ووضعها رهن الاستعمال كحلول استعجالية لمواجهة أي نقص في الموارد المائية، ومواجهة التحديات المتزايدة، والضغط المرتفع على المنشآت الحالية، ومواجهة تداعيات الاجهاد المائي الاجتماعية والاقتصادية.