وهبي: آن الأوان لننتقل من الاجتهاد القضائي المحدود إلى الإقرار التشريعي بمساهمة المرأة في تنمية الثروة الأسرية

18 يونيو 2025آخر تحديث :
وهبي: آن الأوان لننتقل من الاجتهاد القضائي المحدود إلى الإقرار التشريعي بمساهمة المرأة في تنمية الثروة الأسرية
(آش 24)///
(آش 24)///

أكد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، اليوم الأربعاء بالرباط، أنه آن الأوان للانتقال من مساحة الاجتهاد القضائي المحدود إلى الإقرار التشريعي الصريح بمساهمة المرأة في تنمية الثروة الأسرية.

وأبرز وهبي، في كلمة افتتاحية خلال ندوة دولية، نظمتها وزارة العدل حول موضوع “نظام الكد والسعاية، مقاربات قانونية وتاريخية وتجارب مقارنة”، أن الإقرار بمساهمة المرأة في تنمية الثروة الأسرية، سواء داخل البيت أو خارجه، يعتبر جزءا من مكونات العدالة الاجتماعية داخل الأسرة.

وشدد على أن “المرأة المغربية، التي تتحمل أعباء مضاعفة في تربية الأبناء، وتسيير شؤون الأسرة، والمساهمة في اقتصاد البيت، تستحق اليوم من الجميع اعترافا حقيقيا بدورها المنتج، الذي لا يقل عن أي عمل آخر مأجور خارج المنزل”.

وأوضح أن نظام الكد والسعاية ليس مطلبا طارئا، بل هو امتداد لنقاش فكري واجتماعي ممتد، دافع عنه فقهاء وقضاة ومفكرون وحقوقيون مغاربة منذ عقود طويلة، واعتمدته بعض المحاكم المغربية في اجتهاداتها اعتمادا على العرف والمذهب المالكي وأصول الاجتهاد الذي يزاوج بين النص والواقع، وبين الثابت والمتغير.

وقال وهبي إن “الجرأة السياسية التي نمارسها اليوم لا تتناقض مع ثوابتنا الإسلامية، بل تنبع من عمق مقاصد شريعتنا في تحقيق العدل والإنصاف والمعاشرة بالمعروف، كما تنسجم مع المرجعية الحقوقية الدولية التي التزمت بها المملكة المغربية طواعية في مسارها الحقوقي الحديث”.

وأكد أن وزارة العدل ستواصل مسؤوليتها الكاملة في مواكبة هذا الإصلاح الجريء، بروح من الانفتاح والجدية، وبتنسيق مع كل المؤسسات الوطنية المعنية، بهدف الوصول إلى نصوص قانونية عصرية، عادلة، واقعية، ومتوازنة، تعكس طموح المجتمع المغربي في بناء أسرة متماسكة قائمة على العدل والإنصاف والاحترام المتبادل.

من جهته، أبرز الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، هشام بلاوي، دور الاجتهاد القضائي كآلية مساهمة في نقل آثار التغيرات المجتمعية والثقافية إلى المستوى التشريعي، مؤكدا أن “هذا الدور سيتعاظم بالنظر للأدوار المتعددة التي أصبحت تباشرها المرأة في عملية التنمية بمختلف أشكالها، وإسهامها اليومي والمباشر في الإنفاق على الأسرة إلى جانب الرجل”.

وشدد بلاوي على أن إذكاء قيم العدل والإنصاف سيساهم، بفعل الوعي المتزايد بالحقوق والحريات، في بلورة المداخل التي تؤدي الى تعميق فهمها وتملكها من أجل تعزيز قيم المساواة والمناصفة في تدبير الحياة الأسرية بين الزوجين، بهدف خلق أسرة متماسكة ومتوازنة باعتبارها الخلية الأساس في المجتمع.

واعتبر أن التأطير القانوني لقيمة العمل المنزلي سيشكل لبنة أخرى ستنضاف إلى ما تم تحقيقه من مكتسبات لصالح المرأة المغربية، ويعكس كذلك عمق المكانة الدستورية والمحورية لحقوقها التي أصبحت متساوية مع الرجل، كما تترجم الإرادة الراسخة في مواصلة مسيرة تحصين الحقوق وتمكين النساء من كافة سبل تحقيق التنمية جنبا لجنب مع الرجل.

من جانبه، أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة المغربية، أحمد نهاد عبد اللطيف، الأهمية التي يكتسيها موضوع إعمال مبدأ الكد والسعاية، مشيدا بالتعاون الوثيق بين المغرب ومصر في مجال العدالة.

ونوه عبد اللطيف بالإصلاحات التي باشرها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في المجال التشريعي والقانوني، وفي مقدمتها مراجعة مدونة الأسرة، وحماية حقوق المرأة والطفل، مشيرا إلى أن هذه المواضيع تحظى بالاهتمام، أيضا، في مصر بغية ضمان حقوق هذه الفئة والنهوض بأوضاع الأسرة.

وتنكب هذه الندوة الدولية، التي حضر أشغالها دبلوماسيون وخبراء دوليون وبرلمانيون مغاربة، على مناقشة الإشكالات المرتبطة بالاعتراف القانوني بالمجهودات التي تبذلها المرأة داخل البيت، بما يضمن الإقرار الصريح لقيمة العمل المنزلي كعنصر من عناصر تنمية الثروة الأسرية، وإقرار التعويض عنه عند الانفصال، وفق مقاربة أكثر عدالة وإنصاف.

ويتضمن برنامج الندوة جلستين موضوعاتيتين حول “مشروعية نظام الكد والسعاية”، و”الأسس الفقهية والشرعية المماثلة لنظام الكد والسعاية في البلدان العربية”.

Click to resize
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق
(آش 24)///



Click to resize
Exit mobile version