المغرب/السياحة .. نحو موسم صيفي تاريخي

4 يونيو 2025آخر تحديث :
المغرب/السياحة .. نحو موسم صيفي تاريخي
(آش 24)///
(آش 24)///

قبل أيام قليلة من انطلاق الموسم الصيفي لسنة 2025، تبدو جميع المؤشرات إيجابية لصيف يتوقع أن يكون تاريخيا بالنسبة للسياحة المغربية.

ففي وقت يواصل فيه هذا القطاع تحقيق أرقام قياسية منذ سنة 2023، يتوقع المهنيون والسلطات المعنية إقبالا غير مسبوق، مدفوعا بعرض سياحي معزز، وتعبئة مكثفة، وثقة متجددة لدى المسافرين المغاربة والأجانب.

وفي هذا السياق، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن جميع المؤشرات تنبئ بنمو جديد مقارنة بالسنة الماضية.

وقالت الوزيرة، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الحجوزات المسبقة، والدينامية التي تعرفها أسواقنا التقليدية والناشئة، وكذا التطور المستمر لعرضنا السياحي، كلها عوامل تجعلنا واثقين. وبما أن سنة 2024 سجلت أرقاما قياسية تاريخية، فإن كل شيء يدعو إلى الاعتقاد بأن 2025 ستشكل بدورها محطة جديدة”.

كما أشارت السيدة عمور إلى أن المغرب يؤكد تموقعه كوجهة سياحية على مدار السنة، وهو منحى برز بشكل خاص هذه السنة، مع تسجيل مليون سائح إضافي خلال الأشهر الأربعة الأولى.

وأوضحت أن “هذا الأداء ي ظهر أن الطابع الموسمي للسياحة يتلاشى تدريجيا لفائدة دينامية منتظمة على مدار السنة. وي عزى ذلك أساسا إلى تنوع عرضنا السياحي، من ثقافة وصحراء وطبيعة وشواطئ، مما يلبي مختلف الرغبات، مهما كان الفصل”، مبرزة أن السياحة الثقافية وحدها تستقطب نحو 50 في المائة من الزوار.

ويعزز هذا التوجه التحسن المتواصل في الربط الجوي، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 20 في المائة في عدد الرحلات، إلى جانب العمل المستمر على تعزيز حضور الوجهة المغربية عبر حملات ترويجية موجهة على الصعيد الدولي.

ولتوفير استقبال في أفضل الظروف، اتخذت وزارة السياحة إجراءات معززة على امتداد التراب الوطني.

وقالت الوزيرة إن “الموسم الصيفي يشكل بالنسبة لنا مناسبة لتكثيف جهودنا. إذ نقوم سنويا بتفعيل إجراءات موسعة للمواكبة والتتبع عبر جميع الجهات، من خلال مندوبياتنا الجهوية والإقليمية التي تعمل بتنسيق وثيق مع مهنيي القطاع والسلطات المحلية. ونولي عناية خاصة لجودة الخدمات وشفافية الأسعار”.

وأشارت عمور إلى أن هذه التعبئة من أجل جودة الاستقبال لا تقتصر على الموسم الصيفي، بل ت عد التزاما دائما في إطار خارطة الطريق التي تركز على تعزيز الرأسمال البشري وتحسين البنيات التحتية بشكل مستمر، بهدف توفير تجربة سياحية ترقى إلى مستوى وجهة “المغرب”، سواء للسائح المغربي أو الأجنبي.

وأضافت أن جميع هذه الجهود تساهم بشكل ملموس في جعل السياحة الداخلية، التي كانت ت عتبر لوقت طويل قطاعا مكملا، تلعب دور محرك حقيقي للتنمية السياحية.

وفي هذا السياق، أبرزت عمور أن السياحة الداخلية عرفت تحولا كبيرا، حيث انتقلت من 4 ملايين ليلة مبيت في 2010 إلى 8.5 ملايين ليلة مبيت في 2024، أي ما يمثل قرابة ثلث النشاط السياحي الإجمالي للمغرب.

واعتبرت أن هذا النمو يعكس تغيرا عميقا في عادات المغاربة، حيث أصبح السفر ي عد متعة حقيقية وليس مجرد ضرورة.

وبخصوص التفاوت بين العرض والطلب، الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار خلال فصل الصيف، أوضحت عمور أن الوزارة تراهن على تنويع عرض الإيواء، لاسيما من خلال تشجيع الإقامة لدى الساكنة، والمبيت في الخيام، وأشكال الإيواء البديل.

وأضافت “لقد عملنا كذلك على تحسين الولوج عبر إحداث 11 خطا جويا داخليا جديدا سنة 2024، لتشجيع المغاربة على اكتشاف جهات جديدة تتجاوز الشواطئ، وبأسعار معقولة”.

كما تطرقت الوزيرة إلى الحملات الترويجية التي تم إطلاقها، من بينها حملة “نتلاقاو فبلادنا” التي تبرز المؤهلات الطبيعية والثقافية والشاطئية للمغرب، بالإضافة إلى شراكات متميزة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتيسير التنقل خلال فصل الصيف.

ومع هذا الموسم الجديد، يؤكد المغرب قدرته على استقبال أعداد متزايدة من الزوار، مع التحسين المستمر لجودة عرضه السياحي.

ويرتقب أن يشكل صيف 2025 محطة مميزة، تعكس دينامية القطاع وإرادة السلطات في تطوير سياحة مستدامة وميسورة للجميع.

Click to resize
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق
(آش 24)///



Click to resize
Exit mobile version