أفاد الممثل المقيم للبنك الأفريقي للتنمية بالمغرب، أشرف ترسيم، بأن الالتزامات المتراكمة للبنك منذ بداية عملياته بالمغرب سنة 1978 تبلغ اليوم 15 مليار دولار.
وأوضح ترسيم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية المنعقدة من 26 إلى 30 ماي بأبيدجان، أن هذا الالتزام خول تمويل ما يفوق 150 مشروعا وبرنامجا.
وأبرز ترسيم أنه “خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط، تمت تعبئة أزيد من 2 مليار أورو لفائدة المغرب”، مبرز ا أن هذه الحصة ساهمت في مواكبة مقاربة مندمجة للتنمية، وشملت قطاعات حيوية من قبيل التنمية البشرية والاجتماعية، الصناعة، والقطاع المالي، والماء والتطهير، والطاقة، والنقل، والتنمية الترابية والفلاحة.
وذكر المسؤول أنه من أجل مواكبة الزخم التنموي للمملكة وتعزيز جاذبيتها وتنافسيتها، تم إرساء خارطة طريق جديدة من خلال “استراتيجية المغرب 2024-2029”.
وأوضح أن هذه الخارطة ترسم آفاق الشراكة بين الطرفين حول محورين رئيسيين، يتمثلان في تعزيز النمو الشامل من خلال تطوير الكفاءات، والتشغيل والمقاولة، وتعزيز المرونة في مواجهة الصدمات الخارجية عبر تنمية بنيات تحتية مستدامة.
وفي هذا الإطار، استعرض ترسيم عددا من المشاريع الكبرى التي دعمها البنك، من ضمنها مركب نور للطاقة الشمسية بورزازات، أحد أكبر المركبات من نوعه على الصعيد العالمي، وكذا ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يعد منصة استراتيجية للتجارة البحرية الإقليمية.
كما أورد أن “البنك ساهم في تحديث البنية التحتية للنقل والطاقة، مما عزز من تنافسية المملكة على الصعيد الدولي”.
وبحسب ترسيم فإن تدخلات البنك ساهمت في تسريع وتيرة التصنيع بالمملكة، وتعزيز الربط الترابي من خلال الاستثمار في الشبكة الطرقية، والسكك الحديدية، والملاحة الجوية والموانئ، والتي تعتبر أساسية في إطار التحضيرات الجارية لاستقبال كأس العالم 2030.
وأضاف أن قطاع الماء والتطهير يعد هو الآخر مجال تدخل استراتيجي، مشيرا إلى أنه في ظل استمرار الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية، دعم البنك أوراش كبرى من بينها تحلية مياه البحر.
وأوضح أنه “إلى حدود اليوم، تتجاوز مساهمتنا الإجمالية في قطاع الماء 1,5 مليار أورو”، مؤكدا أن البنك لا يقف عند تمويل البنى التحتية، بل ينخرط أيضا بشكل متزايد في القطاعات الاجتماعية (الصحة، الحماية الاجتماعية، التعليم، والتكوين المهني).
وخلص إلى أن “هذه المشاريع، وهذه الالتزامات، وهذه النجاحات تشهد على قوة الشراكة التي نبنيها مع المغرب وعمقها”.
