ووري جثمان الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الثرى في المدينة المنورة غرب السعودية أمس السبت، بحسب ما أفاد شهود عيان بعد يومين من وفاته في المملكة عن عمر 83 عاما.
وقال الشهود إن بن علي ووري في مقبرة البقيع قرب المسجد النبوي، وهي أقدم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد، ودفن فيها، بحسب روايات تاريخية، أفراد كثيرون من عائلة النبي والصحابة.
وتوفي بن علي الخميس بعد دخوله في غيبوبة استمرت اياما بعد صراع مع المرض، وذلك وفق ما نشرت وسائل الإعلام التونسية.
وقال منير بن صالحة، محامي الرئيس التونسي الأسبق، في تدوينة عبر صفحته الرسمية على (الفايسبوك) أن جثمان بن علي سيحمل إلى مكه لدفنه مثلما أوصى.
وكان منير بن صالحة أعلن، الأسبوع الماضي، مرض موكله في منفاه في المملكة العربية السعودية، لكنه نفى في المقابل أن يكون موكله يحتضر مثلما أشارت بعض المصادر حينها.
وبثت قناة (الحوار) التونسي الخاصة، أول أمس الجمعة، مشاهد للرئيس الأسبق وهو يعالج في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة من مرض سرطان الرئة والدم.
وكان الرئيس الأسبق غادر تونس، يوم 14 يناير، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه.
وبقيت طريقة مغادرة بن علي تونس في طائرة للخطوط الجوية التونسية رفقة عائلته في ذروة الاحتجاجات من أبرز الملفات الغامضة في تونس إلى حد الآن، وبموته ستقبر نهائيا بعض المعطيات حول التطورات في تلك المرحلة الهامة من تاريخ تونس.
وأشار مقربون من بن علي ان ما حدث يوم 14 يناير، مؤامرة تورطت فيها جهات اجنبية بالتعاون مع أطراف داخلية لكن بن علي نفسه لم يخرج في وسائل الاعلام ليتحدث عن تلك الفترة الزمنية رغم كل المحاولات.
ودعت كثير من الأطراف السياسية في تونس الى ضرورة اعادة بن علي في إطار مصالحة وطنية شاملة رغم دعوات جهات كثيرة الى محاسبته على الفترة الزمنية التي تولى فيها قيادة الدولة التونسية طيلة 23 سنة.
ويتهم بن علي بقمع المعارضة في عهده وبالتورط في ملفات فساد وبالسماح لاقربائه وأصهاره بالسيطرة على مقدرات البلاد والتحكم في الاقتصاد الوطني وبابتزاز رجال الأعمال.
وتحول ملف زين العابدين بن علي الى ساحة للجدال في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية وسط مطالبات من مرشحين للرئاسية بضرورة القيام بمصالحة شاملة مع النظام السابق بما فيها شخص بن علي نفسه.
وقال رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الأسبوع الماضي، إنه يؤيد عودة بن علي دون محاسبة في حال تأكد مرضه الشديد أو أنه يحتضر.