أكد رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، رشيد العبدي، اليوم الجمعة بالرباط، أن الجهة تعرف دينامية ثقافية واقتصادية بارزة، نتيجة البرامج المطبقة وفق الرؤية الشاملة التي ترغب في جعلها رائدة على المستوى الوطني.
وأوضح العبدي، في لقاء مفتوح ضمن فعاليات رواق المجلس بالدورة ال30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، (من 18 إلى 27 أبريل الجاري)، أن هذه الجهة تعد من المناطق الأولى التي وقعت اتفاقية شراكة مع الوزارة الوصية على الثقافة، مشيرا إلى أن العمل في المجال الثقافي ينبني على تصور يروم بناء نموذج ثقافي جهوي.
وأضاف أن مشاركة المنتخبين ودعمهم للمشاريع الثقافية بالجهة يندرج في إطار الاهتمام المستمر بالمجال الثقافي، مذكرا بأن رواق مجلس الجهة في المعرض الدولي للنشر والكتاب سيستضيف مجموعة من الأنشطة التي يؤطرها كتاب وناشرون من أجل خلق دينامية ثقافية.
وقال العبدي إن المعرض الدولي للكتاب يعرف دينامية ملحوظة وإقبالا وطنيا ودوليا متزايدا، مؤكدا أن الكتاب يعد مرجعا أساسيا للدارسين والباحثين عن المعلومة الموثوقة.
وبعدما أبرز أن هذا اللقاء يهدف إلى استعراض أهمية العمل الثقافي في مجالات عمل ومخططات التنمية في الجهة، اعتبر السيد العبدي أن من المهام التي يضطلع بها مجلس الجهة مرافقة الفاعلين في المجال الثقافي ومواكبتهم لإغناء الفعل التثقيفي في الجهة.
من جهة أخرى، شدد العبدي على أن برنامج التنمية الجهوي، الذي أسهم في بلورته العديد من الأطراف والفاعلين الإقليميين والمحليين والجهويين، والمجتمع المدني والقطاعات الحكومية، يتضمن مجموعة من المشاريع التنموية الهامة، موضحا أنه يجري تبني تصور جديد للجهوية للإجابة على مجموعة من الأسئلة الجديدة التي يطرحها المجتمع التي تحتاج لإجابات على المستوى الإقليمي والجهوي.
وأكد أنه تم وضع رؤية تنموية شاملة للجهة بمساهمة عدد من الشركاء تستهدف، على الخصوص، الأقاليم التي تسجل مؤشرات سوسيو-اقتصادية ضئيلة، بغية الاستجابة للتحديات التي تواجه هذه الأقاليم على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والرياضية.
واعتبر أن عددا من مناطق الجهة أصبحت تستقطب استثمارات هامة وتعرف إنجاز مشاريع اقتصادية بنيوية، وتشكل عنصر جذب اقتصادي، مثل مدينة القنيطرة التي ارتقت إلى قطب صناعي واقتصادي جيد، مشددا على عزم مجلس الجهة استلهام تجربتها في سياق النهوض بالجهة.
وأشار أيضا إلى الانشغالات الكبرى لمجلس الجهة المتمثلة، على الخصوص، في الاهتمام بالنساء والشباب، والمجال الرياضي استعدادا للاستحقاقات الرياضية التي سيحتضنها المغرب، والتي من شأنها المساهمة في التنمية وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة، لاسيما أن مدن الجهة ستستضيف أكبر عدد من مباريات كأس الأمم الإفريقية 2025.
وأكد عدد من المتدخلين خلال هذا اللقاء على أهمية الفعل الثقافي في الجهة، مشيرين إلى مختلف المبادرات التي أطلقها مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة من أجل الدفع بهذا المجال والمساهمة في الرصيد التنموي لأقاليم ومدن الجهة.
يذكر أنه يشارك في الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية الجهة، 756 عارضا، موزعين بين 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة، يمثلون 51 بلدا.
ويقترح المعرض، الذي يكرم هذه السنة إمارة الشارقة ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج حدودها، باقة واسعة تتجاوز 100 ألف عنوان تشمل كافة مجالات المعرفة ومختلف الأجناس الأدبية.