جمع نقاش مثمر مختصين وأولياء أمور على الصحة النفسية للطفل. ودار هذا النقاش، نهاية الأسبوع الماضي، بالدار البيضاء، حيث أثير تحت عنوان إنساني عميق ألا وهو (Grandir ensemble – Le rôle du psychologue scolaire au service de l’enfant).
وشكل هذا الموعد لقاء تربويا استثنائيا، جمع بين أطر المؤسسة، وأخصائيين نفسيين وقانونيين، وأولياء أمور، وصحافيين، في لحظة حوارية مفعمة بالوعي، والإنصات، والرغبة المشتركة في وضع الطفل في قلب العملية التربوية.
وافتتح اللقاء بكلمة للمديرة التربوية لمدرسة “الريشة”، فتيحة بويميري، أكدت فيها على أهمية إرساء مناخ تربوي يراعي احتياجات الطفل النفسية والسلوكية، مبرزة أن “التعلم الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا داخل بيئة يشعر فيها التلميذ بالأمان، التقدير، والتفهم”.
وأضافت أن الشعار المختار “لننمو معا” ليس مجرد عنوان، بل رؤية تجسد فلسفة تربوية تقوم على التعاون بين كل المتدخلين في حياة الطفل المدرسية.
وأعقب هذه الكلمة الافتتاحية عرض مفصل من طرف أخصائية نفسية، والتي تناولت فيه الأبعاد المتعددة لتدخل الأخصائي داخل المؤسسة.
وأوضحت أن دور الأخصائي لا يقتصر على التدخل بعد ظهور المشكلات، بل يبدأ بالتشخيص المبكر، مرورا بالمواكبة النفسية، وصولا إلى العمل الوقائي من خلال الورشات التوعوية والتحسيسية.
كما تطرق إلى أهمية التعاون مع الطاقم التربوي لتفسير سلوكيات بعض التلاميذ التي قد تُفهم خطأ على أنها “سوء انضباط”، بينما تكون في الأصل مؤشرات لمعاناة نفسية غير معلنة.
وكانت أحد أبرز معالم اللقاء كان تفاعل أولياء الأمور، الذين لم يخفوا اهتمامهم الكبير بالموضوع. فقد تحولت الجلسة إلى فضاء مفتوح لطرح الأسئلة وتبادل الآراء، حيث أثار بعض الآباء تساؤلات حول علامات القلق المدرسي، ضعف التركيز، والعزلة الاجتماعية التي قد تظهر عند بعض الأطفال، وتحدّث آخرون عن معاناتهم في فهم تقلبات مزاج أبنائهم.
وقد حضر اللقاء عدد من الصحافيين المحليين الذين قاموا بتوثيق مجرياته. وقد عبر ممثلي وسائل إعلام عن أهمية هذا النوع من اللقاءات التي ترفع منسوب الوعي الجماعي بدور المدرسة كمؤسسة شاملة لا تكتفي بتقديم الدروس، بل تهتم كذلك بالتكوين الإنساني والنفسي للمتعلمين.