أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن المغرب، المتسلح بتاريخه وقيمه الأصيلة، يسير بخطى ثابتة على درب الحداثة والتقدم، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز بنسعيد، خلال تأطيره لندوة، مساء أمس الجمعة، بالمدرسة العليا للتجارة بباريس حول موضوع: “المغرب في دائرة الضوء: الجانب الخلفي من الإشعاع العالمي، الضوء على الأوراش الكبرى للإصلاح والتنمية التي انخرط فيها المغرب بفضل الرؤية الطليعية لجلالة الملك محمد السادس، وكذا على الديناميات الإيجابية التي تجعل من المغرب فاعلا رئيسيا على الساحة الدولية.
وأشار الوزير أمام حضور غفير من الطلبة والباحثين والأساتذة والجالية المغربية، إلى أنه في وقت قدم فيه أجدادنا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن استقلالنا وقيمنا، فإن الأجيال الشابة اليوم تحمل مشعل الالتزام وتساهم في إشعاع بلدهم.
وفي هذا السياق، أكد بنسعيد أن الأوراش العديدة التي يجري تنفيذها في المغرب، لاسيما في أفق تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2026 وكأس العالم 2030، تتيح فرصا استثمارية هائلة يمكن للجالية المغربية المقيمة بالخارج الانخراط فيها.
وذكر أن من بين القطاعات ذات الإمكانات الكبيرة، الصناعات الثقافية والإبداعية، التي يعمل المغرب حاليا على تطويرها بهدف الارتقاء بها وجعلها محركا اقتصاديا ورافعة للتأثير على الصعيد الدولي.
وأوضح الوزير أن الصناعات الثقافية التي تشمل قطاعات متنوعة مثل الموسيقى والمسرح والرسم والسينما والألعاب الإلكترونية تمثل إمكانات اقتصادية هائلة، مشيرا إلى أن وزارته بصدد تنفيذ استراتيجية بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن أحد المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية هو تصدير الإبداعات الثقافية المغربية. ويتعلق الأمر بتعزيز وتثمين الثروة الثقافية للمغرب على المستوى الدولي، من خلال المهرجانات والمعارض والإنتاجات السينمائية على وجه الخصوص.
وأضاف أن الوزارة لديها استراتيجية لتطوير والنهوض بصناعة الألعاب، وهو قطاع يوفر فرصا هائلة، ويبدع فيه الشباب المغربي بشكل كبير.
من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن المغرب يعمل من خلال ترسانة قانونية قوية وإجراءات مستدامة على حماية التراث المغربي بجميع أنواعه من محاولات الاستيلاء الأجنبي. وفي هذا الصدد، أعرب عن اعتزازه بمغاربة العالم الذين يتصدون، بطرق متعددة وعبر وسائط مختلفة، لا سيما شبكات التواصل الاجتماعي، لحملات الاستيلاء على تراث بلدهم.
وفي تفاعل دينامي مع الحضور من خلال جلسة أسئلة وأجوبة صريحة، شجع الوزير الشباب المغربي الحاضرين على اغتنام الفرص التي تتيحها بلادهم للمشاركة في العمل التنموي الذي يتم تنفيذه تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك.
كما حث بنسعيد الشباب أيضا على الانخراط في العمل السياسي في بلدهم حتى يتمكنوا في المستقبل من الدفاع عن المكتسبات الديمقراطية للمملكة وقيمها ومثلها العليا وتحمل المسؤوليات في الحياة العامة.