أكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، محجوب لحراش، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها الجهة سيكون لها تأثير إيجابي على الموسم الفلاحي، خاصة فيما يتعلق بنمو الزراعات الخريفية والشتوية، التي تمتد على مساحة تناهز 700 ألف هكتار.
وأوضح لحراش، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، حول التأثيرات الإيجابية للتساقطات المطرية الأخيرة على القطاع الفلاحي بالجهة، ودورها في إنعاش آمال الفلاحين في تحقيق موسم فلاحي جيد، أن هذه التساقطات ستساهم في تحسين وضعية الحبوب الخريفية، وزيادة إنتاج الحبوب والقطاني ، إلى جانب الزراعات السكرية وكذا الكلئية، والخضروات. كما ستمكن من تعزيز نمو الزراعات التي تعتمد على تقنية البذر المباشر، والتي تغطي حوالي 52 ألف هكتار.
وأبرز أن هذه الظروف الملائمة ستساهم في تعبئة عدد كبير من الفلاحين في ما يخص الزراعات الربيعية، مما من شأنه تسريع وتيرة إنجاز المساحات المبرمجة والتي تناهز 103 آلف هكتار بزيادة قدرها 12 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، وذلك لتعويض الحبوب التي تأثرت بنقص التساقطات خلال الأشهر الماضية.
وأبرز المسؤول الجهوي أن هذا البرنامج الربيعي سيهم إنجاز 31 ألف هكتار من القطاني الربيعية، أهمها الحمص، و30 ألف هكتار من الذرة الكلئية، و24 ألف هكتار من نوارة الشمس، و11 ألف هكتار من الخضروات الربيعية لا سيما الطماطم، فضلا عن 6 آلاف و700 ألف هكتار من الفول السوداني (الكاكاو) والذرة.
وأشار إلى أن هذه التساقطات سيكون لها أيضا وقع إيجابي على الأشجار المثمرة، بما في ذلك الحوامض والزيتون والورديات، حيث ستساهم في تحسين الحالة الصحية للأشجار، وتحسين الإزهار، والرفع من جودة الفواكه.
وتابع في السياق ذاته، أنه بفضل هذه التساقطات تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في وتيرة استعمال الأسمدة الآزوتية المدعمة من طرف الدولة، حيث تم توزيع إلى حدود اليوم ما يفوق 272 ألف قنطار.
ومن جهة أخرى، سجل لحراش أن هذه التساقطات ساهمت أيضا في تقليص الحاجة للسقي وبالتالي تخفيض التكاليف، خاصة بالنسبة لزراعة الشمندر السكري والأشجار المثمرة والحبوب والخضروات، حيث سيمكن ذلك من توفير دورتين من السقي، كما سيساهم في تخفيف الضغط على استعمال المياه الجوفية.
أما بالنسبة للإنتاج الحيواني، أفاد المسؤول ذاته، بأن هذه الأمطار ستمكن من تحسين الغطاء النباتي بالمراعي لفائدة الماشية، مما سيساهم في توفير الكلأ وبالتالي تخفيف العبء على مربي الماشية عبر خفض تكاليف الأعلاف، فضلا عن تعزيز الإنتاج الحيواني والرفع من حجم القطيع الوطني وخفض أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق.
وبخصوص تحسين وضعية الموارد المائية بالجهة، أشار لحراش إلى أن هذه التساقطات المطرية مكنت من الرفع من مخزون المياه في السدود المستخدمة لأغراض زراعية، مما سيساهم في توفير مياه الري بالمدارات السقوية للغرب، حيث بلغ مخزون المياه بكل من سد الوحدة وسد ادريس الأول وسد القنصرة إلى غاية يوم 19 مارس الجاري، 2،26 مليار م3 مسجلة نسبة ملء 46 في المائة أي بزيادة قدرها 8 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وأضاف في هذا الصدد، أنه تم تسجيل تأثير كبير لهذه التساقطات على تحسين مستويات المياه الجوفية وتخفيف الضغط على استعمال مياه الآبار.
يذكر أن جهة الرباط-سلا-القنيطرة سجلت تساقطات مطرية مهمة بلغت 170 ملم خلال شهر مارس الحالي، بمعدل تراكمي بلغ 300 ملم منذ بداية الموسم الفلاحي، أي بزيادة قدرها 31 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي.