احتضن المركز الجهوي للمقاولين الفلاحيين الشباب، بالقطب الفلاحي لبركان، اليوم الأربعاء، حفل الإطلاق الرسمي لقافلة “الجيل الجديد”، الرامية إلى تعزيز ريادة الأعمال في مجال الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية لدى شباب العالم القروي بجهة الشرق.
وتأتي هذه المبادرة، التي تندرج في إطار برنامج “إحياء”، وتروم تنشيط المجالات الترابية من خلال التشغيل وريادة الأعمال، انسجاما مع استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تجعل من العنصر البشري محور التنمية الفلاحية، وتطمح إلى تكوين جيل جديد من المقاولين الفلاحيين الشباب.
وجرى حفل الإطلاق، بحضور ممثلي المؤسسات العمومية، والجماعات الترابية، والشباب، وكذا الشركاء التقنيين والمؤسساتيين المنخرطين في دعم المقاولين الشباب.
وشكل هذا اللقاء، مناسبة للتأكيد على الالتزام الجماعي بتطوير المقاولة الفلاحية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين لضمان مواكبة منتظمة وفعالة لحاملي المشاريع الشباب.
وأشار المتدخلون خلال هذا الحفل إلى أن قافلة “الجيل الجديد”، ستنطلق في جولة عبر مختلف الدوائر القروية بالجهة بهدف تحسيس الشباب بالفرص التي يتيحها مجال ريادة الأعمال في الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية، مبرزين أن هذه القافلة تتضمن ورشات تكوينية، وجلسات إخبارية، وشهادات لخبراء، بهدف تمكين الشباب من هيكلة مشاريعهم وتطويرها، والمساهمة في دينامية القطاع الفلاحي وتعزيز التحول المستدام للمناطق القروية.
وأكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، محمد اليعقوبي، أن إطلاق قافلة “الجيل الجديد”، يمثل محطة أساسية لتقريب آليات المواكبة من الشباب، وتمكينهم من الفرص المتاحة لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم.
وأضاف أن تعزيز ريادة الأعمال الفلاحية “ليس مجرد خيار، بل هو ركيزة أساسية لمستقبل تنمية الجهة، ومفتاح لتعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق القروية”.
من جهتها، ذكرت المنسقة الوطنية لبرنامج “إحياء”، فاطمة الزهراء الميري، بأن هذا البرنامج يروم إنعاش المجالات القروية من خلال التشغيل وريادة الأعمال الفلاحية وشبه الفلاحية في ثلاث جهات بالمملكة، وهي الشرق، وفاس- مكناس، وسوس- ماسة.
وأضافت أن هذا البرنامج، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع عدد من الشركاء، ويستفيد من تمويل بقيمة 70 مليون يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، يظهر الالتزام الجماعي لفائدة التنمية القروية الشاملة والمستدامة والمقاومة.
من جهتها، أشارت مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية بالرباط، بنسنت كيتوريه، إلى أن دعم الوكالة لهذه المبادرة يعكس التزامها لفائدة الإدماج الاقتصادي للشباب، وتنمية المناطق القروية، والرغبة في تعزيز دينامية ريادية مستدامة، قادرة على مواجهة تحديات القطاع الفلاحي.
بدوره، أكد رئيس قسم التعاون ببعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، جان كريستوف فلوري، أن ريادة الأعمال لدى الشباب القروي، يشكل عنصرا أساسيا لمواجهة بعض التحديات، مشيرا إلى أن “التزامنا يجسد بشكل ملموس الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تقوم على رؤية مشتركة من أجل نمو شامل ومستدام”.
وعقب حفل الاطلاق، بدأت القافلة جولتها عبر جهة الشرق، مع أول محطة بمدينة أكليم (إقليم بركان)، قبل أن تواصل جولتها في باقي الدوائر القروية، حيث ستمكث لمدة يومين في كل منطقة لضمان وصول أوسع للشباب حاملي المشاريع، وتعزيز انخراط الفاعلين المحليين في هذه المبادرة.
ومن خلال مقاربة القرب، ست برز قافلة “الجيل الجديد”، الخدمات المتنوعة التي تقدمها المراكز الجهوية للمقاولين الفلاحيين الشباب، وذلك عبر ورشات تحسيسية، ومشاركة تجارب ناجحة.
وتطمح القافلة إلى أن تكون منصة جهوية للتعبئة، وحاضنة للأفكار الجديدة، وفضاء للحوار والتبادل، يهدف إلى تحفيز روح المقاولة لدى شباب جهة الشرق، وتشجيعهم على الانخراط بفعالية في تنمية مناطقهم.
