![عبد الصمد فزازي](https://i0.wp.com/ache24.ma/wp-content/uploads/2024/10/ma-photo-min-1-compressed.jpeg?resize=120%2C120&quality=100&strip=all&ssl=1)
يسود شعور عام في المغرب بضرورة التعبئة لإخراج البلاد من مرحلة الإنتظارية والتذبذب الحالية التي يختلط فيها الحابل بالنابل والقديم بالجديد وتتزامن فيها المدن الذكية مع الخرائب والترامواي مع العربة المجرورة والسوبريت مع الفراش .
المغرب قطع أشواطا بعيدة في طريق التقدم لكنه ما زال يسير بسرعتين ويعاني من عوائق عديدة تشده للوراء وتعرقل مسيرته نحو الحداثة.
هناك وعي عام في البلاد بضرورة العمل على تجاوز هذا العائق الذى يكبل التطور والجميع ،يعمل لذلك:دولة ومجتمع ومن المؤكد ان المملكة ستنجح في ذلك وتكون على أتم وأحسن صورة مع استحقاق كأس العالم. ولقد لاحظ المواطنون ان خطوات كبيرة تقطع في هذا الاتجاه بمختلف مناطق البلاد .
وجدة العروس تتجمل
حاضرة زيري بن عطية ،عروس الشرق البهية التي حظيت بعناية خاصة منذ ان تولى جلالة الملك محمد السادس عرش الوطن، توجد اليوم في مقدمة الحواضر التي تحاول الإسراع بالخروج من المنطقة الرمادية التي يختلط فيها التقدم بالتخلف والقطع مع كل المظاهر التي تشدها إلى الخلف .وتصبح الواجهة الجميلة التي تعكس صورة المملكة من جهة الشرق.
كان صاحب الجلالة قد تفضل خلال حركة التكليفات الأخيرة فاختار واليا جديدا للجهة الشرقية وعمالة وجدة في شخص الخطيب الهبيل الذي لم ينتظر طويلا حتى انخرط قلبا وروحا في خطة كبيرة واسعة لحلحلة مشاكل وقضايا الجهة وعاصمتها،ومس البرنامج كل الأولويات المطروحة اقتصاديا او اجتماعيًا او ثقافيا.
وقد كان التنظيم الحضرى والعمراني من الأولويات التى اهتمّ بها الوالي الجديد لاهميتها في تحسين مظاهر وظروف الحياة والعيش للساكنة والزوار معا.
في البداية جند الوالي ما امكن من وسائل وامكانيات لتجاوز العراقيل المعتادة ووضع مع الاطر الإدارية والمنتخبين برنامجا مندمجا متكاملا لإنجاز إصلاحات سريعة لتحسين مظاهر الحياة في وجدة ومحيطها القريب والبعيد. مما يساعد على تشجيع حركية التنمية والازدهار.
المشكلات التي تصدى لها الوالي في حملته شملت كل المجالات وفي المقدمة ،معضلة احتلال الملك العمومي التي عمل على اجثتاتها من العقول لكي تطبع مع احترام القانون ،ولقد حققت العملية النجاح الكامل في كل جهات المدينة واختفت الكثير من مظاهر الفوضى المعتادة وطبع الناس مع النظام.
بعد هذه الخطوة انبرى الوالي لمشكلة الانحباس المروري وفوضى الأسواق والتجارة العشوائية .فنقل تجار سوق الفلاح الشهير الذين عطلوا منذ اغلاقه وخلقوا مشكلة لهم وللزبناء الذين افتقدوا خدماته .وقد ثبت التجار في سوق بديل كان غير مستغل .بعد حل هذا الإشكال سهر الوالي على نقل الأسواق الأسبوعية التي كانت منحشرة وسط الأحياء السكنية كسوق جمعة سيدي يحي وسوق الأحد بحيث رحلوا خارج المدينة في أماكن قريبة مناسبةً ومتسعة للأنشطة التجارية ،وسيجرى استكمال بناء مرافقها وتجهيزها لتلبي احتياجات المواطنين على الوجه الأكمل دون ضيق او مضايقة للسكان.
سوق لازاري بدوره كباقي التجمعات العشوائية للتجار الجوالين والفراشين وأصحاب الخردة يجري تنظيمها ونقل ما يمكن منها حتى تصبح التجارة محصورة في أماكن مناسبة وملائمة تحقق راحة وانتظارات التجار لكسب عيشهم في احسن الأحوال وايضاً تحقق مطمح المواطنين في التسوق والتبضع في ظروف حسنة بعيدا عن الفوضى والزحام وخطر السرقة .
![](https://i0.wp.com/ache24.ma/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_20241216-102010_WhatsApp.webp?resize=724%2C407&ssl=1)
من المبادرات الجيدة لحملة الوالي الخطيب،نذكر إخلاء وإعادة إصلاح وتنظيم ساحة باب سيدي عبد الوهاب التي كانت قد طمست معالمها التاريخية والتراثية بسبب احتلالها من طرف الباعة والفراشين والسائلة المتسكعين.وقد استعادت رونقها وجمالها وتحولت إلى ساحة عامة للترويح والتنزه والتملي في مآثر السور التاريخيّ وايضًا في احتواء الحركة الفنية الشعبية التي كانت من مميزات الساحة التي تعتبر جامع فنا وجدة .
![](https://i0.wp.com/ache24.ma/wp-content/uploads/2025/02/%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A92.webp?resize=1205%2C575&ssl=1)
![](https://i0.wp.com/ache24.ma/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1730713264478-1-7ha1p30bhbgcan16v71pq1opzv26s1kiyocxb3wd4z3.jpg?resize=770%2C433&ssl=1)
ما انجز في وجدة وما هو في طريق الإنجاز مهم جدا وإيجابي وسيكون له اثر مباشر على صورة المدينة وطابعها السياحي.والكل في وجدة راض عن المجهود مستعد للإسهام في إنجاحه.
وبطبيعة الحال هناك دائما الاستثناء الذى يؤكد القاعدة والطرف الذي لا يعجبه ما لا يصب في مصلحته الضيقة ،من لا يرى إلا نفسه ومن يضيق أفق فكره فيعمل عن المصلحة العامة ويختزل الخير كله في تنميته ولا يريد للناس ان يروا إلا ما يرى هو.
في وجدة ارتفعت أصوات ناشزة تقبح جمال الحملة وترى في حسناتها قبائح وهذا لان الإصلاح يحرم أولئك الصارخين من الانتهاز واستغلال الفضاءات لأنفسهم،بينما البعض ينتقد كل شيء لان هدفه التحضير للانتخابات ولا بد من شعبوية تقوم على ذم كل شيء لتملق الجماهير والظهور أمامها بمظهر الوطني الغيور الناصح ،لكن الوعي منتشر وأبواق النعيق والتبخيس هي مجرد صيحة في واد لا رجع لها.ولا يصح إلا الصحيح.