“مونتيكارلو” تزلزل الجزائر.. فضيحة أخرى مجلجلة

12 فبراير 2025آخر تحديث :
“مونتيكارلو” تزلزل الجزائر.. فضيحة أخرى مجلجلة
mehdi chaoui
الطاهر فزازي///

ما إن تخرج الطغمة الحاكمة في الجزائر من فضيحة حتى تقع في واحدة أكبر منها، حتى أن العالم لم يعد يهتم لأمرها لأنه يتوقع منها كل شيء.

آخر مصيبة نزلت على رأس جماعة تبون-شنقريحة الفضيحة الكبرى المجلجلة التي كشفتها للعالم إذاعة “مونتيكارلو” الدولية حول وجود أكثر من500 من جنود الجيش الوطني الشعبي الجزائري، بينهم ضباط من رتب كبيرة من مستوى جنرال، ومعهم مجموعة من العسكريين التابعين لعصابة “البوليساريو” مأسورين في سجون سوريا مع آلاف المجرمين والمرتزقة الذين كانوا يقاتلون مع قوات الأسد ضد قوات الثورة الشعبية. والذين يتم التحقيق معهم قبل إحالتهم على المحاكمة من أجل جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب والنهب وكل ما يثبت ارتكابهم له في حق أبناء الشعب السوري.

الفضيحة الكبرى بدأت بلقاءات المسؤولين الجزائريين بالأسد وزبانيته قبيل سقوط الديكتاتور، وإسراعهم للاصطفاف إلى جانبه ضد الشعب لتأكيد تأييدهم له كما فعلوا منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة الشعبية.

قبل إسقاط الأسد ونظامه بأيام قليلة، اتصل رئيس حكومة الجزائر بأمر من تبون وشنقريحة بالأسد ليجدد له تضامن الجزائر التام معه ودعمها لنظامه ضد قوات الثورة الشعبية الذين وصفهم بالإرهابيين. وتكررت هذه المبادرة قبل انتصار الشعب وتحرير دمشق بثلاثة أيام فقط.

وبلا حياء ولا حرج، وبعدما أسقط في أيديهم، اتصل وزير الخارجية عطاف بالشرع ليهنئه بعد أسبوعين من تنصيبه ويحاول التمويه بخطاب يدعي فيه بأن بلاده مع الدولة الشقيقة ووحدتها، حتى يوهم بان تأييد الأسد كان تأييدا للدولة السورية وليس للنظام القمعي. لكن هذه الألاعيب لا تنطلي على أحد.

رئيس دبلوماسية الجزائر طار منذ أيام إلى دمشق ليحاول تملق الشرع وقادة سوريا الجدد، لكنه قوبل بفتور كبير أحرجه أمام الصحافة العالمية.

لكن بعض وسائل الإعلام الدولية، من أبرزها إذاعة “مونتيكارلو” الفرنسية، فضحت سر هذه الزيارة، وقالت بأن المسؤول الجزائري أرسل من قبل تبون وشنقريحة لمحاولة إقناع قادة الثورة السورية بإطلاق سراح الضباط والجنود الجزائريين الخمسمائة وزملاءهم من أفراد عصابات “البوليساريو” الذين كانوا ضمن القوات التي أرسلها حكام الجزائر لدعم نظام الأسد والقتال إلى جانب قواته، جرى تم أسرهم ضمن من أسر.

“مونتيكارلو” وباقي المصادر أكدت كلها فشل مساعي المبعوث الجزائري لافتكاك جنود بلاده لأن قادة الثورة أصرّوا على التحقيق مع جميع المعتقلين حول الأعمال الإجرامية الشنيعة التي ارتكبت في حق أبناء الشعب السوري من خطف وقتل وتعذيب واغتصاب والاقتصاص من كل المجرمين انصافا للضحايا.

هذه الفضيحة جاءت لتذكر العالم بما كان حكام عسكر الجزائر يتبجحون به من مباديء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وعدم خروج الجيش الشعبي الجزائري عن حدود بلاده، وعدم المشاركة في اي عمل عسكري خارج وطنه كما ينص على ذلك الدستور.

وجدير بالذكر أن أحد أحفاد عبد القادر مات بدوره رهن الاعتقال مؤخراً في سجون الثورة بعد أن رفض إطلاق سراحه لأن الشعب السوري يذكر دائما كيف جاءت فرنسا بعبد القادر الجزائري إلى دمشق بعد احتلالها لسوريا، وذلك لتستخدمه تحت غطاء الدعوة الإسلامية لإفشال ثورات السوريين.

وقد استخدمت أحد أبناءه كرئيس لأول حكومة سورية موالية للاستعمار، إلا أن الثوار والقادة السوريين فطنوا إلى دور عبد القادر وأولاده من بعده وهمشوهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق