في إطار الجهود الرامية إلى إعادة إحياء جمالية المدينة وتحسين جودة الحياة الحضرية، بدأت مدينة وجدة تنفيذ سلسلة من الإجراءات التنظيمية تحت إشراف الخطيب الهبيل، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد. هذه الإجراءات تأتي بعد سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية، والتي أسفرت عن إصدار عدة قرارات تنظيمية تهدف إلى تحسين المظهر العام للمدينة.
ومن أبرز هذه القرارات، المصادقة على توحيد ألوان البنايات خلال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة وجدة، حيث تم اعتماد اللون البيج (Beige Oujda – Crème Oujda) كلون رئيسي للواجهات، مع استخدام اللون الرمادي (Gris) للأبواب واللون البني (Marron) للنوافذ. هذا القرار يهدف إلى إضفاء انسجام بصري على المدينة وتعزيز هويتها الجمالية.
وقد بدأت عملية الصباغة فعليًا في عدة شوارع رئيسية بالمدينة، بما في ذلك شارع محمد الخامس، الزرقطوني، محمد الدرفوفي، وشارع عبد الرحمان حجيرة (مراكش)، حيث تتركز الأسواق التجارية والمقاهي والمطاعم. وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من قبل السكان، الذين لاحظوا تحسنًا ملحوظًا في جمالية المدينة.
كما شملت الإجراءات التنظيمية إشعار المقاهي بإزالة الأطناب على الأرض لتنظيم الملك العمومي، وإعادة تشغيل النافورات المائية التي كانت متوقفة منذ سنوات، وخلق مراحيض عمومية بمبادرة من مجلس عمالة وجدة أنكاد. بالإضافة إلى ذلك، تم إخلاء الباعة المتجولين من الشوارع الرئيسية وإعادة توزيعهم داخل الأسواق النموذجية، مما ساهم في تنظيم الفضاء العام.
وأشادت مصادر محلية بالمجهودات الجبارة التي يبذلها الوالي بالتعاون مع السلطات المحلية لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة بعد سنوات من الإهمال، والتي كانت نتيجة حسابات سياسوية ضيقة لبعض المنتخبين على حساب الصالح العام.
يأتي هذا المشروع كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات العامة في وجدة، وتعزيز جاذبيتها كوجهة حضارية ومنظمة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهود في الأشهر المقبلة ليشمل التحسين جميع أحياء المدينة.