احتفل الحلفاء الأسبوع الماضي بدون ضجة بحدث من اهم الأحداث التي شهدها العالم وشكلت تحولا مصيريا في التاريخ الحديث ، وهو عقد مؤتمر الحلفاء بآنفا. الذي جمع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والوزير الأول البريطاني ونسطون تشرشل والجنرال ديغول والجنرال جيرو والمستضيف المغفور له محمد الخامس المرفوق بولي عهده المرحوم الحسن الثاني .
مؤتمر آنفا الذي انعقد في فترة حرجة من تاريخ العالم استمرّ من 14 الى 24 يناير من سنة 1943 ووضع الحلفاء خلاله الخطة الاستراتيجية لمواجهة المحور الألماني الإيطالي ودحر ألمانيا النازية .
ومن المؤسف جدا ان الذكرى مرت علينا في المغرب دون ان ينتبه اليها احد وكأنه يراد للمغرب ان ينسى او يتنكر لأمجاده وتاريخه العظيم .
كثير من المغاربة لا يعرفون بان الحلفاء وخاصة بريطانيا التي ترتبط بالإمبراطورية الشريفة منذ اكثر من ثمانية قرون والولايات المتحدة الأمريكية التي تدين للمغرب بتحدي القوى الكبرى المسيطرة والاعتراف باستقلالها هما اللذين فرضا على فرنسا إشراك المغرب في المؤتمر بوصفه البلد المضيف مذكرين ديغول بان المغرب خاضع لفترة حماية بعقد اممي لا ينزع عنه سيادته ولتأكيد موقفهم اسندوا للمغرب شرف الإعداد للمؤتمر ،ولذلك اشرف محمد الخامس بنفسه على تهيء الظروف اللازمة لانعقاد ونجاحه الاجتماع
وقد اشرف الملك وولي العهد وكبار مساعدي القصر على تلك المهمة وترأس لجنة التحضير الشريف سيدي محمد بندريس العلوي
وجدير بالذكر ان الحلفاء كانوا قد اختاروا السواحل المغربية لإنزال القوات الأولى في عملية كبرى حملت اسم(طورت) المشعل كمتخيل للهجوم العام على المحور .
ومعروف ان محمد الخامس بذكائه ولباقته استحوذ على تعاطف وتفهم روزفلت وشرشل لذلك استغل المناسبة وعقد اجتماعا خاصا مع الرئيس الأمريكي طرح فيه قضية إنهاء الحماية بالمغرب ودعم آمال ومطامح الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال وهو ما كان قد عكر الجو بين محمد الخامس وتشرشل .
والان اما حان الوقت لإعادة النظر في تعاملنا مع تاريخنا الذي يتعرض لإهمال اشبه بالتجاهل وكان هناك من يريد طمس امجادنا ومحو مفاخرنا تقديم عظمتنا .
هذا بينما تقام الدنيا وتتعبأ الحكومة لأجل مناسبات تافهة واحداث مصطنعة بلا أساس .
