السفير المغربي بلندن يلتق زميله بعد 4 قرون السفير عبد الواحد بنمسعود

22 يناير 2025آخر تحديث :
السفير المغربي بلندن يلتق زميله بعد 4 قرون السفير عبد الواحد بنمسعود
مصطفى العبيسي
مصطفى العبيسي

لحظات مؤثرة جدا وقعت الأسبوع الماضي داخل قاعة العرض الفني لمعهد باربر للفن الراقي :
Barber institute of fine arts
التابع للجامعة البريطانية الأسطورية -بيرمينغهام- حيث وقف جمهور الفنانين وكبار رجالات الثقافة والفنون ببريطانيا وبعض البلدان الأخرى،الذين حضروا لافتتاح معرض فني خاص ومتميز ،وقفوا لحظة خشوع وتأثر أمام قطعة فنية نادرة تعرض لأول مرة للعموم وتشكل واسطة عقد الكنز الفني للجامعة. العريقة وللتراث الفني الدبلوماسي للملكة المتحدة .ويتعلق الأمر بلوحة فنية شهيرة رسمها احد كبار الرسامين بداية القرن السابع عشر لابرز حدث دبلماسي أثار اهتمام بريطانيا واوربا في ذلك العهد وهو قدوم سفير الإمبراطورية المغربية واستقباله من طرف البلاط في احتفال استقطب اهتمام كل عالم ذلك الزمان.
وقد كلفت الملكة رساما خاصا لرسم لوحة تخلد ذلك الحدث الكبير. ومنذ ذالك الوقت وصورة السفير المغربي عبد الواحد بن مسعود بن محمد عنون تعد كنزا فنيا يؤشر لفترة فارقة في تاريخ الدبلوماسية البريطانية .
الرسم والحدث نفسه أثارا الكثير من الاهتمام بين كل الأوساط ،ويقال بان الأدباء والكتاب والمؤرخين تأثروا كلهم بهذه اللوحة والحدث الذي تمثله ويقال بان هذا التأثير ظهر في انتاج الكاتب كبار مؤلبين بل وفي مسرحية عطيل لشكسبير.
الاهتمام الذي أثارته لوحة السفير عبد الواحد بنمسعود بين أوساط الصحافة والثقافة تحول إلى اندهاش جميل حين وقف سفير المملكة المغربية الحالي السيد حكيم الحجوي بخشوع ليتأمل رسم زميله الذي سبقه بأكثر من أربعة قرون .
رسم السفير المغربي آثار كل ذلك الاهتمام لان المغرب كان قد تحول إلى قوة عظمى بعد معركة وادي المخازن التي دحر فيها أقوى جيوش اورباً مجتمعة بقيادة امبراطور البرتغال ، ثم توثق العلاقات بين بريطانيا والمغرب الذي اصبح يزودها بالمواد الاستراتيجية لذلك الوقت مع اعتماد القصر على سكر الغرب وكثير من الحاجيات بما فيها الخيل والأسود التي ترمز إلى شعار الإمبراطورية .
وقد وصل الأمر في ذالك الوقت إلى حد بدأ محادثات بين المنصور السعدي والملكة إليزابيت الأولى لتشكيل تحالف استراتيجي بهدف اشتراك البلدين في حملة هائلة لغزو الهند والشرق وتقاسم السيطرة على العالم بعدما قضى المغرب على امبراطورية البرتغال التى استولت عليها اسبانيا التي أضعفها المغرب ثم انكماش فرنسا وتحكم المغرب في البحار المجاورة .
وقد كاد المشروع ان ينطلق لولا وفاة المنصور جراء الوباء وتزامن ذالك مع وفاة الملكة إليزابيت ايضًا .
لقد كانت لحظات مؤثرة فعلا ،لحظة لقاء السفيرين اللذين تفصل بينهما اكثر من 400سنة.

Click to resize
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق
مصطفى العبيسي


Click to resize
Exit mobile version