نشرت احدى الصحف اليومية في عدد الخميس،مقالة طويلة أدرجت في صدر الصفحة الأولى حول ما رأت انه ثروة مدفونة تحت بؤس الساكنة على ارض تندرارة .
الصحافية الشابة تحدثت بحرارة وحماس الشباب عن ثروة الغاز التي توجد في باطن ارض تندرارة وحقوق السكان فيها وأولوية هذه الحقوق على ما عداها.
تحدثت الكاتبة بتأثر شديد عن بؤس السكان في تلك المنطقة الشبه صحراوية وافتقارهم إلى ابسط متطلبات الحياة الكريمة وصورتهم على أنهم ضحايا لتغول باقي المناطق والجهات ومن تم بدأت بسرد قائمة الحقوق المشروعة للسكان وكيفية صرف عائدات الثروة الغازية المستخرجة من تهييئ المجال إلى التجهيزات الأساسية ثم تعليم وتكوين الشباب وبناء المدن الحديثة والمناطق الصناعية ومؤسسات الاستشفاء مشددة على مسؤولية الدولة في التوزيع العادل لعائدات غاز تندرارة على سكانها حتى لا يزاحمهم فيه احد .
الدفاع عن السكان امر عادي والدعوة لتمكينهم من حقوقهم المشروعة امر واجب على الصحافي ،لكن الإعلامي مطالب بالتأني والتقصي لجمع المعلومة الصحيحة التي يبني عليها رأيه كما انه مطالب بالتزام الواقعية والمصداقية حتى يكون كلامه هادفا وقوله صادقا نبيلا .
اما التهافت والعزف على أوتار الحساسيات الاجتماعية ودغدغة عواطف البسطاء فهو امر يضرب مصداقية الكاتب ويحوله إلى معول لضرب استقرار المجتمع .
فالثروات الوطنية هي لجميع المغاربة ووجودها في مكان لا يجعلها ملكا وحكرا على احد ، وجود الفوسفاط في خريبكة او بنكرير ليس مبررا لكي لا تستفيد منه جميع المناطق .وكل المغاربة سواسية في ذلك لا أسبقية او امتياز إلا للذى هو أحوج او اكثر استحقاقا .
ثم لو استقصت الكاتبة قبل ان تحبك مظلومية تندرارة لعرفت ان غاز تندرارة ليس بذلك الحجم الذي تخيلته،وان مكمنه لم يعرف حجمه الفعلي بعد. كما ان استخراجه لم يبدأ بعد وان الإنتاج هو لشركة مستثمرة والمشروع فيه قروض وتعهدات وعقود فيها شروط ملزمة.والدولة المغربية لن تنال إلا حصة محددة. وهذا بعد ان تنفذ مراحل المشروع بعد عمر طويل .
القضية يا اختي ليست مجرد محطة بنزين نمتص منها الغاز ونبيعه ثم نقسم ثمنه.
يمكن للصحافي ان يكون اكثر جدية حتى يبني مصداقية واسما محترما بعيدا عن أساليب التيكتوك.
والمهم انتظري ان يزيد وسميه سعيد
