يرتقب أن يصل الإنتاج الإجمالي من الحوامض، خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، على مستوى حوض ملوية، إلى نحو 192 ألف و300 طن.
وأوضحت رئيسة مصلحة الإنتاج الفلاحي بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، حفيظة العلام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن 60 في المائة من إنتاج هذه الحوامض، المتوقع تصدير كمية كبيرة منها، يهم أصناف “الكليمنتين”.
وأكدت العلام، على أهمية سلسلة إنتاج “الكليمنتين”، المتميزة بجودتها العالية والطلب الكبير عليها في السوقين الداخلي والخارجي، مبرزة الدور الاقتصادي والاجتماعي الهام الذي تلعبه سلسلة الحوامض، من خلال توفير فرص عمل مهمة في المزارع ومحطات التلفيف، بالإضافة إلى القيمة المضافة التي تحققها للإنتاج الفلاحي في حوض ملوية.
وأشارت إلى أن سلسلة الحوامض، تأثرت بشدة بسبب التغيرات المناخية، خاصة توالي سنوات الجفاف، ونقص المياه في مجمع حوض ملوية؛ مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة تقارب 14 بالمائة في الموسم الحالي.
وأضافت أن التحسن الذي شهده الحوض المائي في بداية موسم 2024-2025، نتيجة زيادة كمية المياه المتاحة، ساهم في تحسين جودة الإنتاج وزيادة الكمية المنتجة، مبرزة أن ذلك ساعد أيضا في إنعاش الأشجار التي عانت من الجفاف في المواسم الماضية؛ مما سيؤثر إيجابيا على الأصناف المتأخرة مثل “ماروك لايت”.
ويساهم قطاع الحوامض، الذي يدر قيمة مضافة مهمة ت مثل 23 في المائة من القيمة الإجمالية للقطاع النباتي، في خلق ما يزيد عن 2,8 مليون يوم عمل سنويا على صعيد الضيعات ومحطات التلفيف.
وفي هذا السياق، أكد قيسامي محمد، مسؤول عن ضيعة فلاحية لإنتاج الحوامض، أنه رغم الجفاف، فإن إنتاج هذه السنة في هذه الضيعة، التي تمتد على مساحة 60 هكتار من “كليمنتين” بركان، سجل تحسنا مقارنة بالسنوات الأخيرة، مبرزا المجهودات المبذولة من أجل الحفاظ على هذا النوع الأصيل من الحوامض.
وأشار في تصريح مماثل، إلى الدعم المقدم من قبل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، من خلال دورات السقي، التي مكنت من التخلص من ملوحة مياه الآبار المعتمدة في الري؛ مما ساهم في إنقاذ الإنتاج، وكذا إنعاش الأشجار.
من جهتها، أبرزت جيهان بالهواري، مسؤولة عن محطة لتلفيف وتصدير الحوامض ببركان، الدور الذي تلعبه هذه المحطة الصناعية، التي شرعت في العمل سنة 2021، في المساهمة في الرفع من الإنتاجية وخلق فرص شغل بالمنطقة.
وأشارت إلى أن هذه المحطة، التي تصدر منتوجاتها إلى العديد من الدول، خاصة الأوروبية مثل فرنسا، وهولندا، وألمانيا، وأيضا الآسيوية وروسيا، ودولا أخرى مستقبلا، تتطلع إلى إحداث فرص عمل جديدة من خلال محطتها الجديدة المرتقبة التي ست خصص لإنتاج وتصدير المنتجات الطبيعية (بيو).
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، فإن الجفاف الحاد والنقص المقلق في مياه السقي على صعيد مجموع سدود المركب المائي لحوض ملوية، والذي تميز به موسم 2023-2024، كان له أثر جد سلبي على الحالة النباتية، وجميع مراحل نمو أغراس الحوامض من إزهار ونمو الفاكهة؛ مما كان له وقع على الإنتاج والجودة.
لكن في المقابل، يضيف المصدر ذاته، فإنه من شأن دورات السقي التي استفادت منها الحوامض في بداية الموسم بالنظر لتحسن مستوى المركب المائي، أن يكون لها أثر إيجابي على الأغراس، وتحسين جودة منتوج أصناف البرتقال المتأخرة النضج، وكذا المساهمة في إحياء نسبة مهمة من الغراسات التي عانت من أثر الجفاف، بالإضافة لتهيئ مرحلة الإزهار للموسم القادم.
وتعتبر سلسلة الحوامض من أهم سلاسل الانتاج بحوض ملوية، حيث تغطي غراسة الحوامض مساحة أكثر من 19 ألف هكتار (65 في المائة منها من صنف الفواكه الصغيرة).
وتمتد غراسة الحوامض على ما يقرب من 25 في المائة من المساحة المسقية. كما تمثل الحوامض 40 في المائة من مجموع الغراسات على مستوى الدائرة السقوية لملوية.