خلال ترأسه صباح اليوم الاثنين، أشغال الجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس في قصر المؤتمرات بفاس، انتقد معاذ الجامعي، والي جهة فاس مكناس وعامل عمالة فاس، اختفاء بعض الحرف التقليدية التي كانت جزءاً من هوية المدينة العتيقة.
وفي خطابه أمام الصناع التقليديين، تحدث الوالي الجامعي بلغة صريحة وواضحة عن غياب بعض المنتجات الحرفية التي كانت تعد جزءاً مهماً من التراث الثقافي للمنطقة، مثل “البرادع التقليدية” التي كانت تستخدم كسرج لحماية الذواب في أزقة المدينة العتيقة. كما أشار إلى اختفاء بعض العناصر الأخرى مثل “قب الحمام” و”قراقبو”، وهي أجزاء من الموروث الحرفي المحلي.
وما أثار استغراب الوالي الجامعي أيضاً كان استبدال “حسيرة الدوم” التي كانت تستخدم في جامعة القرويين وضريح مولاي إدريس، بـ”حسيرة ميكة”، مشيراً إلى أن هذه المسألة ستتم متابعتها مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضاف الوالي أن “حسيرة الدوم” تتمتع بجمالية خاصة ورائحة مميزة تساهم في تنظيف وتطهير المكان، بينما اعتبر أن استخدام “حسيرة ميكة” لم يكن خياراً مناسباً.
وفي سياق متصل، شدد والي الجهة على أهمية إرجاع ما أسماه بـ “المضمة” إلى مدينتي فاس ومكناس، باعتبارهما مدينتين عتيقتين تحملان عبق التاريخ والتراث، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على هذه العناصر التقليدية الأصيلة وتعزيزها. كما أعرب عن رغبة في تعميم استخدام “حسيرة الدوم” في جميع مساجد الجهة حفاظاً على هذا التقليد الثقافي الذي يمثل جزءاً من هوية المنطقة.
وفي ختام كلمته، دعا معاذ الجامعي جميع الأطراف المعنية إلى التعاون من أجل الحفاظ على الحرف التقليدية وإحياء الموروث الثقافي، مؤكداً أن الحفاظ على هذه الحرف والمنتجات هو مسؤولية جماعية تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للجهة.