في خطوة تعكس التزام الولايات المتحدة بسياساتها الأخيرة تجاه المغرب، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن نية إعادة تعيين الدبلوماسي ديفيد فيشر سفيرًا للولايات المتحدة في المغرب، وذلك بعد إعلان مصادر متطابقة أن الرئيس المنتخب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير المقبل، يتجه لتكليف فيشر بالمهمة مرة أخرى.
وقد شغل فيشر منصب السفير الأمريكي في الرباط بين يناير 2020 ويناير 2021، حيث لعب دورًا محوريًا في تنفيذ القرار التاريخي الذي اتخذته الولايات المتحدة في ديسمبر 2020، والذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء. ويُذكر أن فيشر أثار الانتباه على الساحة الدولية حين أعلن رسمياً عن دعم واشنطن الكامل للموقف المغربي، من خلال صورة شهيرة أظهرت خريطة المملكة المغربية كاملة، بما في ذلك الصحراء المغربية، مما جعل هذا الاعتراف علامة فارقة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي تعليقه على القرار، أعرب فيشر عن رغبه في العودة إلى منصبه في المغرب، مشيرًا إلى تجربته الإيجابية في المملكة والإنجازات التي حققتها فترة عمله السابقة. وأضاف أنه متفائل بمستقبل العلاقات المغربية الأمريكية في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مؤكدًا أن ذلك سيسهم في تعزيز التعاون الثنائي وفتح آفاق جديدة في مجالات التجارة والاستثمار.
وتؤكد هذه الخطوة تأكيدًا جديدًا من واشنطن على دعمها الكامل للمغرب في قضية الصحراء، وتستمر في تعزيز الروابط الاستراتيجية بين البلدين. كما تبرز هذه الخطوة تجديد الالتزام الأمريكي بتفعيل اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها بين البلدين، ومنها قرار فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية، وهو ما يمثل دعمًا غير مسبوق للموقف المغربي.
يأتي هذا القرار في وقت حساس من العلاقات الدولية، ويُنظر إليه على أنه تأكيد إضافي من واشنطن على موقفها الثابت في دعم وحدة التراب المغربي، في الوقت الذي تتزايد فيه المبادرات الدولية والإقليمية لتعزيز استقرار المنطقة.