ترسخ جهة مراكش-آسفي مكانتها كمحرك قوي للاقتصاد الوطني، مسجلة أداء متميزا على مستوى الاستثمارات ما بين يناير ونونبر من السنة الجارية.
وبفضل التنزيل المحكم للاستراتيجية الوطنية لتنمية الاستثمار الخاص، فضلا عن المواكبة المؤسساتية الفعالة، تبرز الجهة كقطب للجاذبية الاقتصادية والسياحية والصناعية، وهي مقبلة على أحداث عالمية كبرى مثل كأس العالم 2030.
ففي الفترة ما بين يناير ونونبر من السنة الجارية، تمت الموافقة على 635 مشروعا جديدا، أي بزيادة بنسبة 51 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
ويبلغ حجم الاستثمار في هذه المشاريع حوالي 93.4 مليار درهم، إذ من المنتظر إحداث 21266 فرصة شغل، أي بزيادة نسبتها 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
ويقع قطاع السياحة في الصدارة من حيث فرص الشغل المنتظرة (48 في المائة)، من خلال 308 مشروعا، ويرجع ذلك إلى المبادرات المهيكلة الناجحة بفضل المحفزات التي أتاحها الميثاق الجديد للاستثمار.
وفيما يتعلق بالتوزيع الترابي لهذه المشاريع بالجهة، تتصدر مراكش المشهد بـ 416 مشروعا بقيمة 28.1 مليار درهم و9164 فرصة شغل، وذلك بفضل دينامية القطاع السياحي، والحوز بـ95 مشروعا و6145 فرصة شغل.
أما آسفي، فعلى الرغم من أنها تضم 28 مشروعا فقط، فإن حجم الاستثمار بها بلغ 50.5 مليار درهم، ويعزى ذلك إلى المشاريع الصناعية المهيكلة كالتي ينجزها المكتب الشريف للفوسفاط.
كما تساهم الأقاليم الأخرى مثل الرحامنة والصويرة وشيشاوة في هذه الدينامية بفضل مشاريع متنوعة في مجالات الصناعة والسياحة والخدمات.
وأشار مدير المحلس الجهوي للسياحة بالنيابة، محمد أمين سبيبي، إلى أن “سنة 2024 كانت مميزة واستثنائية على مستوى الاستثمارات التي عرفت ارتفاعا كبيرا بفضل المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في ظل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبفضل عوامل بدأت تؤتي ثمارها مثل التنافسية وجاذبية البنيات التحتية والموارد البشرية ومؤسسات التأهيل والتكوين”.
وأشار سبيبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه الاستثمارات الاستراتيجية تندرج في إطار رؤية مندمجة تهدف إلى تحويل الجهة إلى مركز اقتصادي دولي، مؤكدا أنه من خلال المشاريع ذات القيمة المضافة العالية والمواكبة المؤسساتية وتوازن التوزيع بين الأقاليم، تعمل الجهة بحيوية على تعزيز مكانتها خلال السنوات القادمة.
وأكد أن اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار، لعبت دورا محوريا في هذه الدينامية، مبرزا أنها خلال سنة 2024 نظرت في 829 ملفا للاستثمار، أي بزيادة 20 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
وقد وصل معدل قبول الملفات مستوى قياسيا بلغ 93 في المائة، مما يدل على العمل بذكاء جماعي من أجل تسهيل الاستثمار، من خلال تكثيف اجتماعات التنسيق من قبل اللجنة مع الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين، مشيرا إلى أن جهة مراكش-آسفي تستقطب بشكل متزايد استثمارات كبيرة من الشركات متعددة الجنسيات المعترف بها في مختلف القطاعات.
وتابع المسؤول ذاته أنه في إطار الاستعدادات لكأس العالم 2030 وكأس الأمم الإفريقية 2025، قامت جهة مراكش آسفي، بوضع برمجة طموحة للبنيات التحتية ستلبي إلى حد كبير متطلبات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم.
وشدد على أن الانتعاش الاقتصادي وخلق فرص الشغل في إقليم الحوز بعد الزلزال يشكلان أولويات مهمة، مؤكدا أنه “تمكنا سنة 2024 من إقامة أكثر من 95 مشروعا بحجم استثمار يفوق 8 مليارات درهم، مما ساهم في خلق 7000 فرصة شغل”.