يشنقون بالحبال التي فتلوها لشعبهم

حكمة بالغة ينبغي ان تستخلصها الأنظمة الاستبدادية العربية من المأساة السورية

11 ديسمبر 2024آخر تحديث :
يشنقون بالحبال التي فتلوها لشعبهم
مصطفى العبيسي
مصطفى العبيسي

بالأمس قام الكيان الصهيوني بشن غارات مدمرة غير مسبوقة في حجمها وعنفها حطم خلالها كل القواعد العسكرية والمنشآت والتجهيزات والبنيات التقنية التي شيدها النظام الاسدي . وقد ادى عنف وهول الأسلحة الغير المسبوقة التي استعملها الجيش الاسرائيلي إلى تدمير كل الأسلحة والمعدات التي. راكمها نظام الأسد خلال عقود سيطرته على الحكم ليس للدفاع عن بلاده ولكن لإحكام القبضة على شعبه وقمعه وسحق كل محاولة لانعتاقه.
ما تحطم خلال الهجوم الاجرامي لاسرائيل على معسكرات العاصمة دمشق شيء يفوق العد والوصف: راصدات رادار- مضادات جوية مدفعية وصاروخية- مستودعات ذخيرة ومؤن- قواعد إطلاق صاروخية-بطاريات إس إس 200و300- طائرات مقاتلة وناقلات جوية من كل الأنواع-أسراب عديدة من المروحيات وكميات أخرى لاحصر لها من كل أنواع الأسلحة التي راكمها الجيش السوري وكلفت اموالًا طائلة من أموال الشعب السوري الذي عانى الجوع والحرمان بسببها وهجر بلاده بسببها .
كل تلك الأسلحة التي أعدت للدفاع عن سوريا ضد العدوان، لم تطلق منها ولو رصاصة واحدة لحماية البلاد من الاعتداءات حيث اعتاد العدو على ضرب ما يريد من منشآت وبنيات واهداف في ربوع البلاد السورية سواء بالمدفعية او سلاح الصواريخ او الطيران الذى تعود على ان يسرح ويمرح في اجواء دمشق متى أراد رغم بلاغات النظام الاسدي المتوعد بالرد(في الوقت والمكان المناسبين)وهو ما لم يأت أبدا. كل هذا رغم وجود الحليف الروسي في القواعد الممنوحة له.
والواقع كما يعلمه الجميع ان الجيش السوري والحليف الروسي كانا معدين لخدمة الشعب بقمعه وتركيعه ومعاقبته على اية محاولة للانعتاق.
لم يسجل التاريخ الأسود لأل الأسد ان أطلقت رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني او جرت محاولة ولو رمزية لاستعادة الجولان المحتل او حتى عرقلة تعميره من المستوطنين.
فالجولان كان اكثر الأراضي المحتلة هدوءا واستقرارا وكأن النظام يرتاح للاحتلال .
مايحز في نفس كل عربي ان تحطم اسرائيل تلك الكميات الهائلة من السلاح التي كلفت الشعب السوري الكثير هباء منثورا- اما كان من الأفضل اطلاقها في اتجاه العدو اياً كانت النتيجة فإنها كانت ستكون احسن .
تلك عبرة أخرى لمن يريد ان يعتبر من الناس وبخاصة بقية الأنظمة المستبدة التي تنتظر دورها للسقوط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق