سقوط نظام بشار الأسد: بداية مرحلة ضبابية ومؤشرات تحول إقليمي ودولي إن لم يفهمها نظام الجزائر فالدور قادم عليه

8 ديسمبر 2024آخر تحديث :
سقوط نظام بشار الأسد: بداية مرحلة ضبابية ومؤشرات تحول إقليمي ودولي إن لم يفهمها نظام الجزائر فالدور قادم عليه
عبد الصمد فزازي
عبد الصمد فزازي

 

شهدت الساحة السياسية السورية نهاية نظام بشار الأسد بعد سنوات من الصراع الدموي، والذي طالما عانى فيه الشعب السوري من أهوال الحرب. بدايتها كانت الرصاصات التي اخترقت أجساد المتظاهرين السلميين، تلتها البراميل المتفجرة التي دمرت المدن والبلدات، وختمتها الصواريخ التي أُطلقت من البوارج والطائرات الحربية الروسية و الأمريكية الحديثة. تلك الأسلحة التي استخدمها النظام كانت بداية لتجربة مريرة حوّلت سوريا إلى ساحة حرب دموية جربت فيها أغلب التكنولوجيات العسكرية .

ورغم فرح السوريين بسقوط النظام، والذي شكّل لديهم نهاية عهدٍ من القهر والدماء، فإن خلف هذا السقوط تبرز صفقة وحسابات سياسية خفية نسجتها القوى العظمى، التي لطالما كانت تدير خيوط الأزمة في سوريا وفق مصالحها الاستراتيجية. وهكذا، يبقى الوضع السوري مفتوحًا على تداعيات جديدة قد تكون أكثر تعقيدًا خلال مرحلة ما بعد نظام بشار.

إحدى المؤشرات التي قد تُنذر بصعوبة المرحلة القادمة ظهرت في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تحرك نحو الحدود مع سوريا، في رسالة مشفرة: “لن نترككم وشأنكم فنحن نراقبكم عن كثب”. هذه التصريحات، التي تحمل نوعا من التدخل في المشهد السياسي المقبل في سوريا تبرز التحديات الأمنية والسياسية التي قد تواجه الشعب السوري .

وفي سياق ذي صلة، تعتبر انتكاسة سقوط نظام بشار الأسد بمثابة جرس إنذار لأنظمة أخرى في المنطقة، وعلى رأسها النظام الجزائري. إذ لم يظهر ، حتى الساعة، أي إشارات حقيقية لفهم الدروس التي حملتها السنوات الماضية. النظام العسكري في الجزائر يبدو غير مدرك للتحولات الإقليمية والدولية الكبيرة التي يشهدها العالم، حيث أصبح سقوط بشار الأسد بداية للعد التنازلي لنظام “الكابرانات” الستاليني، الذي ما زال يعيش في فقاعة أوهام غابرة.

وبناءً على هذه التحولات، باتت الجزائر أمام مفترق طرق حاسم. فإما أن تُراجع سياستها الخارجية تجاه دول الجوار، وتواكب المتغيرات التي فرضتها الساحة الدولية، وإما أن تستمر في سياساتها القديمة، الرعناء ،مما قد يجعلها في يومٍ قريب تواجه الواقع المرير الذي شهدته سوريا. إن استمرارية هذا النمط قد يؤدي إلى “صحوة” غير محمودة، قد نرى فيها سقوط نظام الرئيس عبد المجيد تبون كما حدث مع الأسد، وهو أمر أصبح مرجحًا أكثر من أي وقت مضى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق