يقول احد الحكماء من قدماء رجال المخزن بان المغرب خيمة كبيرة واقفة وقوية تحمي وتظل المغاربة من كل ضروف وعاديات الزمن وان صرح هذه الخيمة لا تحركه اعتى الرياح والعواصف، وهذا بفضل الأوتاد القوية التي تشدها. وهذه الأوتاد ليست سوى تلك النخبة المختارة من رجالات الدولة الذين اعتاد ملوك المغرب انتقاءهم ليتحملوا مسؤوليات ومهام إدارة شؤون الجهات ورعاية امن ومصالح سكانها وتمثيل السلطة التي هي الضامن للعدالة والحقوق ، ألى يقول المواطنون في المغرب باعتزاز ؛الله يجعل البركة فالمخزن؟
مناسبة هذا الحديث هي الحركة التي شهدها سلك العمال والولاة مؤخراً وشملت بعض الأسماء الوازنة التي
اعتادت الدولة الاعتماد عليها في تنفيذ المهام والأوراش الاستثنائية . وكان من أبرزها والي الجهة الشرقية الجديد الخطيب الهبيل الذي أرسل إلى وجدة لحلحلة اوراشها واعطاء التنمية فيها الزخم المطلوب لنهضة منطقة حدودية يعتبر نموها تحديا كبيرا تتجاوز آثاره الحيز الاقتصادي والاجتماعي إلى البعد السياسي.
وما من شك في ان اختيار لهبيل لتدبير أمور المناطق الحدودية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ البلاد المتسم بتحولات وتحديات غير مسبوقة. ،لم يكن صدفة وإنما بني على اعتبارين حاسمين.
الأول : انتماءه إلى واحدة من اعرق الأسر النبيلة التي ارتبطت تاريخيا بالعرش العلوي وحظيت بثقته وتجلى إخلاصها بقوة في فترة الكفاح الوطني من خلال المواقف المشرفة لعميد الأسرة البطل مبارك البكاي لهبيل الذي ضحى من اجل العرش وحظي بشرف رئاسة اول حكومة للمغرب المستقل .
الثاني: الآثار الواضحة التي خلفها وراءه في بني ملال والتي رفعت السقف عاليا بالنسبة لمن سيخلفه نظرا للإنجازات التي تحققت خلال مدة ولايته والتي شملت جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان الذين لم يخفوا اسفهم لتمثيله خاصة وبني ملال اليوم جهة أخرى غير تلك التي وجدها عند تعيينه .والحديث عن الإنجازات التي غيرت وجه تادلة وعاصمتها يطول ويطول .
المهم. أن الدور جاء على وجدة و الجهة الشرقية التي هي بحق واجهة التحدي المغربي الجديد وامام الوالي
الهبيل تحديات كبرى لا شك في انه أهل لمواجهتها وتجاوزها.
الأخبار التي تتناقلها أوساط وجدة لاتخفي تفاؤلها الكبير بقدوم الوالي الجديد اعتبارا للمكانة التي يخص بها جلالة الملك محمد السادس الجهة الشرقية واهتمامه بنهوضها.
الأخبار تتحدث عن انكباب الوالي على دراسة كل القضايا والملفات والأوراش استعداداً لمباشرة مناولتها كما يجري الحديث عن الاهتمام الشديد الذي يوليه الوالي الجديد للعنصر البشري حيث امر منذ البداية بتجنيد كل الطاقات وتفعيلها لصالح التنمية باقصى ما يمكن من النجاعة والمردودية مع القطع مع كل أشكال التلاعب والكسل والفساد والريع.
مع سكان الجهة الشرقية ندعو للوالي الهبيل بكامل التوفيق والنجاح لقيادة المنطقة نحو المستقبل الزاهر الذي يريده لها عاهل البلاد.
