تعتبر فاكهة التفاح من السلاسل الفلاحية الواعدة بإقليم صفرو بالنظر إلى مساهمتها في تعزيز والنهوض بالدينامية الاقتصادية على المستوى المحلي، حيث تمكن من تحقيق رقم معاملات سنوي يقدر بـ 4 ملايين درهم.
وأفادت معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو، بأن المساحة الإجمالية المغروسة بهذه الفاكهة على مستوى الإقليم تبلغ حوالي 5900 هكتار، أي بنسبة 45 في المائة من مساحة الورديات على مستوى الإقليم التي تناهز 13500 هكتار .
ويزخر إقليم صفرو بأزيد من 14 صنفا من التفاح يتم إنتاجها، على الخصوص، بالجماعات الترابية إيموزار كندر وأيت السبع لجروف والعنوصر، وتنقسم إلى أصناف مبكرة تنطلق عملية جنيها في شهر شتنبر من كل سنة، وأصناف متأخرة تكون جاهزة في شهر نونبر (جيرومين، شري، جولدن، أوبرا غلا…).
وتتم عملية جني مختلف هذه الأصناف من التفاح بواسطة اليد العاملة اليدوية، بين شهري شتنبر ونونبر حسب نوعية الأصناف، حيث يتم وضعها بداية في صناديق كبيرة بحرص شديد حتى لا يلحقها أي أذى، ويتم بعدها جمعها في شاحنات كبيرة من اجل نقلها إلى وحدات التبريد أو بيعها مباشرة في الأسواق.
وشهدت زراعة التفاح توسعا هاما بالمناطق الجبلية التابعة لإقليم صفرو، بفضل الظروف المناخية المساعدة (الباردة في فصل الشتاء)، ووجود بنية تحتية مهمة للتبريد تصل إلى 31 وحدة تبريد بسعة 120 ألف طن، إضافة إلى وفرة الأراضي ومياه الري.
ومن العوامل التي ساعدت أيضا على نمو وانتشار هذه الزراعة، المساعدات المالية التي توفرها الدولة في إطار صندوق التنمية الفلاحية من أجل الاستثمار في هذا السلسلة الفلاحية، حيث يتم، على الخصوص، دعم السقي بالتنقيط، وغرس الأشجار والشباك الواقي وإنشاء وحدات التبريد بنسب متفاوتة تترواح بين 20 و100 في المائة حسب عدد الهكتارات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس مصلحة إنجاز المشاريع بالمديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو، بن دريس العمراوي محمد، أن سلسلة التفاح سجلت خلال السنوات العشر الأخيرة نموا كبيرا حيث ارتفعت المساحة المغروسة بحوالي 1500 هكتار، فضلا عن تضاعف الإنتاج ومتوسط المردودية بـ 25 طن في الهكتار، مسجلا في السياق ذاته أن الإنتاج السنوي للتفاح بإقليم صفرو يقدر بنحو 148 ألف طن.
وأضاف أن الدينامية الإيجابية لسلسلة التفاح تعزى، بالخصوص، إلى الظروف المناخية والجغرافية الملائمة لنجاح غرس التفاح إضافة إلى الخبرة التي راكما الفلاحون فيما يخص التدبير التقني لسلسلة التفاح من خلال اختيار الأصناف والاستغلال الم عقلن لمياه السقي والأسمدة والأدوية، فضلا عن توفر الإقليم على شبكة مهمة من المولدات المضادة للبرد (22 وحدة).
من جهته، أوضح محمد جراح، رئيس “تعاونية كوروليك” بإيموزار كندر التي تأسست سنة 2010 أن التعاونية استطاعت بفضل الشراكة التي تجمعها بالمديرية الإقليمية للفلاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر، بناء وحدة تبريد بسعة 1500 طن.
وتابع ان التعاونية التي تضم 33 عضوا تطمح إلى تثمين منتوج التفاح والنهوض به من خلال تشييد وحدتين للتلفيف والتحويل.
من جانبه، أفاد المستشار الفلاحي حميد الصالحي بأنه يتعين على الفلاحين العمل على اختيار أصناف التفاح التي لا تتطلب برودة عالية ولا تستغرق جاهزيتها وقتا كبيرا، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرا مناخيا كبيرا ، تجلى بالأساس في انخفاض نسبة البرودة وتراجع كمية التساقطات المطرية.