بعد سنوات من التوقف، عاد مشروع المحج الملكي، أحد أهم المشاريع الحيوية بمدينة الدار البيضاء، إلى الواجهة من جديد. فقد أعطى والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد مهيدية، أوامره بإعطاء الانطلاقة الفعلية لهذا المشروع الذي يعد حجر الزاوية في تطوير المدينة .
ويأتي استئناف هذا المشروع بالتوازي مع العد التنازلي الذي تعرفه البيضاء لتطوير البنيات التحتية و الإصلاح و إيجاد حلول للملفات التنموية المجمدة فوق المكاتب و كذلك التحضير و الإعداد اقتراب لاستضافة الأحدث الرياضية العالمية بالمدينة خلال السنوات القليلة المقبلة.
المحج الملكي: أكثر من مجرد مشروع عمراني
المشروع يهدف إلى الحفاظ على الطابع المعماري والتراثي للمدينة القديمة وتجديد المباني الأثرية وإلى تحسين جودة الحياه لسكان المنطقة من خلال توفير بنية تحتية جديدة كذلك إلى تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتطوير القطاع السياحي.
من جهتها رحبت فعاليات المجتمع المدني بهذا القرار، معتبرة أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وأنها ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة للمدينة. غير أنهم شددوا على ضرورة توفير كل الإمكانيات اللازمة لإنجاز المشروع في الآجال المحددة، وتجنب تكرار سيناريو التوقف الذي عرفته المراحل السابقة.
ويعد مشروع المحج الملكي ، أحد أقدم المشاريع الملكية الكبرى المتعثرة بالدارالبيضاء و الذي عمر منذ 1989 وضل حبرا على ورق زهاء 35 سنة و أن أزمة إنجازه متداخلة المسؤوليات أبرزها دور شركة صوناداك التي كان يترأسها آنذاك مصطفى الباكوري رئيس جهة الدارالبيضاء سابقا ، حيث كشف تقرير سابق للمجلس الأعلى للحسابات سنة 2009 أن الشركة كانت غارقة في “الاختلالات” و “الخروقات” ازداد معها بؤس السكان، ولم يرى معها المحج النور بل ظل رهين “الماكيط” الهندسي.
يشار، أن رشيد عفيرات العامل السابق لمقاطعة الدارالبيضاء-أنفا، قد خطى خطوات متقدمة نحو إنجاح و تنزيل هذا المشروع ووضع اللبنات الأولى لتنفيذه، ليواصل محمد مهيدية ، الإرادة والعزيمة اللازمتين لتحقيق النجاح، وهو ما يظهر جلياً من خلال الوتيرة السريعة التي تشهدها أشغال إنجاز المشروع.