في عملية نوعية مشتركة، تمكن نخبة من عناصر في البحرية الملكية والدرك الملكي البحري بمدينة السعيدية على الساعة الرابعة صباحا من يوم الأحد الماضي، من تحديد موقع زورق مطاطي للهجرة السرية يشق طريقه عبر أمواج البحر نحو مدينة ألميريا الإسبانية.
أجهزة إلكترونية حديثة وجد متطورة، يسهر على تسييرها طقم مدربة من الجهازين الأمنيين السابقين لا يرتد لهم جفن لتسييرها و التتبع من خلال الشاشات أبسط التحركات الآلية في البحر.
رادار متطور ، كشف تحركات زورق الهجرة لتتم رحلة مطاردته السريعة و توقيف كل من كان على متنه، و البلغ عددهم 15 مرشحا، جميعهم من فلذات كبد المدينة، المصالح الأمنية البحرية كبحت جموح (الزودياك) على بعد 5,39 مايل بحري (10كلمتر) من شاطئ كاركاس بمدينة السعيدية ،قبل وصوله إلى المياه الدولية التي لم يفصلهم عن بلوغها سوى (36كلم) فقط.
توقيت الإنطلاقة و مواصفات الزورق
حوالي الساعة الثالثة صباحا من يوم العملية، لامس قارب من نوع (زودياك) يبلغ طوله سبعة أمتار و قوة محركه 25 حصانا ، أمواج شاطئ (كاراكاس)، حيث عمد السائق مستعينا بالركاب على ملء الزورق بالهواء و حمله على الأكتاف لوضعه فوق الماء ثم تشغيل المحرك و الإنطلاق نحو ألميريا .
غياب المعلومة و التدخل الاستباقيي كان سر نجاح هذه العملية
“لمدينة السعيدية وضع اعتباري جد خاص يجعل منها استثناء عن باقي المدن الساحلية التي تنشط فيها الهجرة السرية و باقي المظاهر الإجرامية ” يقول مراقب للشأن المحلي للجريدة.
و يضيف المصدر نفسه ؛ ” إن السعيدية منطقة حدودية برية و بحرية مع دولة تكن عداوة لوحدتنا الترابية وهي الجزائر ، ونجاح هؤلاء المهاجرين من الإنطلاق من شاطئ يقع بقلب المدينة ؛يعد خطورة غير مسبوقة، و هذه الواقعة تفتح باب التأويلات و التساؤلات على مصراعيه بخصوص النوايا و الأهداف التي كان من الممكن وقوعها إن توفرت نفس هذه الفرصة لجهات أخرى ” .و يزيد قائلا: “لماذا لم تتسرب أي معلومة عن هذه المحاولة خصوصا أن عدد أفرادها كثر (15 شخصا ) و انطلقت من شاطئ كاراكاس الواقع بشارع الحسن الثاني قلب المدينة السياحية؟ كيف استطاع زورق يبلغ طوله سبعة أمتار من التجول وسط المدينة “الحفنة” ؟ كيف يمكن تفسير ما وقع ؟ هل هناك خطط مستقبلية لتفادي نفس الحادث؟
يشار أنه تم إخضاع المشتبه فيهم الذي كان من بينهم السائق و مساعديه لتدابير الحراسة النظرية بناء على تعليمات النيابة العامة، لمعرفة التفاصيل و الكشف عن هوية باقي الأطراف المحتملين الذين قد تربطهم صلة بمحاولة الهجرة السرية هذه .