إن فعلتها إسرائيل و الغرب حرب نووية حتمية بالشرق الأوسط

9 أكتوبر 2024آخر تحديث :
إن فعلتها إسرائيل و الغرب حرب نووية حتمية بالشرق الأوسط
مصطفى العبيسي
مصطفى العبيسي

استهداف المنشآت النووية الايرانية انتحار
في خضم الحرب الدائرة في الشرق الأوسط والتصعيد غير المسبوق بين اسرائيل وحاميتها امريكا من جهة وتحالف المقاومة من جهة أخرى ،يضع الملاحظون أيديهم على قلوبهم تحسبا لما ستسفر عنه الأيام او الساعات القادمة بخصوص تهديدات اسرائيل بشن هجوم انتقامي على ايران ردا على الضربة الصاروخية التي لم يسبق لدولة الاحتلال ان شهدت مثلها أبدا وقوضت صورة التفوق الرادع الذي بنته طوال عقود.
المسؤولون الصهاينة المتطرفون وعلى رأسهم المجرم السفاح نتنياهو الذي استحقّ لقب مصاص الدماء وآكل لحوم العرب ، لم يهضموا حتى الآن غزوة طوفان الأقصى التي مرغت أنوفهم في الوحل ومسحت الصورة الخادعة التي رسموها بتواطؤ مع الغرب وكشفت حقيقتهم كعصابة من لصوص الأرض والهوية قائمة على القتل والنهب ، هؤلاء المنحرفين وبعدما هزمهم مجاهدوا حماس رغم كلهم وكلكلهم ودعم أقوى قوة في العالم، يدعون إلى اغتنام الفرصة التي انتظروها طويلا وضرب المنشآت النووية الإيرانية التي ضلت تؤرّقهم مخافة ان تتوصل الجمهورية الإسلامية إلى صنع سلاح نووي وتنهي عهد التهديد الذي شكلته اسرائيل بترسانتها في الشرق الأوسط .
يروج الكثير من الكلام في موضوع الرد الاسرائيلي على ايران وما إذا كانت ستجرؤ على مهاجمة المواقع النووية الإيرانية إلا ان الواقع هو ان اسرائيل والولايات المتحدة يترددون في كيفية الرد لأنه ضروري لاستعادة بعض الهيبة التي ضربتها صواريخ ايران لكنه لا يجب ان يتجاوز حدا معينا لتفادي احراج طهران. التي أكدت بوضوح تام بانها سترد علي اي هجوم عليها بقوة .
اماً بخصوص المواقع النووية فان مصادر عديدة تؤكد ما هو بديهي : اي ان فرصة تدمير البرنامج النووي الإيراني قد فوّتت وطهران اصبح لديها الآن قوة ردع تحميها. إذ بدل الرؤوس او القنابل الذرية التي تخيف بها اسرائيل، لديها اليوم صواريخ متطورة قادرة علي بلوغ اقصي نقطة في فلسطين المحتلة وتجاوز الدفاعات الجوية بما فيها الباتريوت ومقلاع داوود والقبة الحديدية وإصابة مستودعات الرؤوس النووية الاسرائيلية وإصابة مركب المفاعل النووي لديمونة الذي لا يمكن إخفاءه او حمايته من صواريخ ايران والذي يهدد في حالة ضربه بكارثة كبرى تدمر المنطقة كلها.
هذا هو ما جعل الصهاينة والبيت الأبيض يترددون ويعيدون الحساب ويتأخرون حتي الآن في اتخاذ قرار بشأن الرد علي ايران . ومن المحتمل كما تقول بعض المصادر ان تكون طهران قد أبلغت الولايات المتحدة بعزمها على الرد على اي هجوم يطال برنامجها النووي بضرب مفاعل ديمونا
وهكذا اسقط في يد امريكا وربيبتها وفقدا عنصر الترهيب والتفوق الرئيسي الذي كان يعول عليه لضمان سيطرة الدولة العبرية على الشرق الأوسط كله .
بهذا ستتغير المعطيات وتكون ايران قد نجحت في الالتفاف على قرار الغرب بمنعها من التوفر على ردع نووي والبقاء تحت رحمة اسرائيل . فإذا منعت من صنع الأسلحة النووية للرد فإنها حصلت على صواريخ لضرب مفاعلات ومنشآت اعداءها والنتيجة واحدة اي توفر الردع .
سؤال يطرح نفسه وهو : ماذا عن بقية العرب الذين يتوفرون على امكانات وعقول وأموال ومجالات جغرافية هائلة.
هل ينوون ان يضلوا على الهامش تحت رحمة دويلة مساحتها المسروقة لا تزيد عن مساحة مدينة كلندن وشعبها المستوطن لا يعادل ثلث سكان القاهرة او بغداد او إسطنبول ؟
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (صدق الله العظيم )

م◦

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق