ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين بالرباط، الاجتماع الـ 11 للجنة بين-الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، تم خلاله الإجماع على تسجيل تقدم إيجابي وملحوظ في تنزيل هذا البرنامج على مستوى مختلف القطاعات.
وحسب بلاغ لرئاسة الحكومة، فقد “استحضر عزيز أخنوش خلال الاجتماع التوجيهات النيرة للملك محمد السادس، التي بفضلها تمكنت بلادنا من الاستجابة السريعة والفعالة والصمود في تدبير تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، حيث أثنى على التعبئة الشاملة والوتيرة الإيجابية للتدخلات القطاعية، والتي اتسمت بالنجاعة والاستمرارية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية”، موضحا أن “الحكومة تواصل بكل دينامية ووفق روح الالتزام والمسؤولية، تنزيل مختلف الأوراش الرامية لإعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة”.
وأضاف البلاغ ذاته أن اللجنة بين-الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، شددت على أن “الدولة وفرت كافة الظروف الكفيلة بتسهيل عملية إعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة بالفعالية والسرعة اللازمتين، وذلك من خلال تمكين الأسر من الدعم المادي، ومن الحصول على تراخيص إعادة البناء مرفوقة بالمساعدة التقنية بشكل مجاني”.
وفي هذا الصدد، تم إصدار 55142 ترخيصا لإعادة البناء، وكذا تقدم أوراش بناء وتأهيل المنازل المتضررة في 49632 مسكنا، كما همت التدخلات الميدانية المتعلقة بإزالة أنقاض المساكن المهدمة إجمالا 46352 مسكنا.
وأوضحت اللجنة أنه يجري حاليا تطبيق حلول ميدانية ملائمة لفائدة الحالات الصعبة، مؤكدة أن “57805 أسر استفادت من مبلغ 20.000 درهم كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها، وذلك بقيمة مالية تقدر بـ 1.2 مليار درهم”، مشيرة إلى أن “97 في المائة من الأسر المتضررة استفادت من الدعم، حيث توصلت 20763 أسرة بالدفعة الثانية، واستفادة 8813 أسرة من الدفعة الثالثة و939 أسرة من الدفعة الرابعة الأخيرة”.
في هذا الإطار، تمت الإشادة بنجاح قرابة 1000 أسرة في إنهاء أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، وأكدت اللجنة ضرورة حث باقي الأسر المتضررة على تسريع أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، حتى يتسنى لها الاستفادة من باقي دفعات الدعم.
وفيما يخص المساعدات الاستعجالية للأسر، سجلت اللجنة حصول 63862 أسرة على مبلغ 2500 درهم المخصصة كدعم شهري لفائدة الأسر التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا. وأبرزت أنه تم حاليا صرف 11 شهرا من أصل 12 شهرا من هذه المساعدات بقيمة إجمالية تبلغ 1.6 مليار درهم.
وبخصوص تأهيل الطريق الوطنية رقم 7 على طول 64 كيلومترا بميزانية إجمالية قدرها 665 مليون درهم، سلطت اللجنة الضوء على تقدم الأشغال بالمحاور الطرقية الأربعة المكونة لها، بعدما تم إسناد الصفقات المتعلقة بمشاريع التأهيل، بدءاً بالطريق الرابطة بين “تيزي نتاست” و”تافنكولت” بإقليم تارودانت على طول 30 كيلومترا، مقسمة على مقطعين طرقيين، أحدهما (8 كلم) انطلقت الأشغال به في أبريل الماضي، ويعد أكثر المقاطع الأربعة من حيث تقدم الإنجاز، والآخر (22 كلم) أعطيت انطلاقة الأشغال به مطلع يوليوز الماضي.
كما أوضحت اللجنة حسن سير أشغال تأهيل الطريق الرابطة بين “ويركان” و”ثلاث نيعقوب” بإقليم الحوز، على مقطعين على طول 34 كيلومترا، أحدهما (17 كلم) انطلقت الأشغال به في 24 يونيو الماضي، تلاه الآخر (17 كلم) في 18 يوليوز المنصرم.
وخلال الاجتماع، أفادت اللجنة باستكمال تنزيل عدد من المشاريع القطاعية، المندرجة في إطار برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة. فعلى صعيد قطاع الصحة، كشفت اللجنة انتهاء أشغال تأهيل 42 مركزا صحيا ذا أولوية، بميزانية إجمالية تبلغ 168 مليون درهم. ويتعلق الأمر بـ 27 مركزا بجهة مراكش-أسفي، و14 مركزا بجهة سوس-ماسة، ومركز واحد بجهة بني ملال-خنيفرة.
وفي قطاع الفلاحة، سيتم إتمام عملية توزيع رؤوس الماشية مجانا على المربيين المتضررين خلال شهر شتنبر الجاري، التي انطلقت خلال شهر يناير الماضي، حيث جرى حاليا توزيع 28000 رأس، لتتم بالتالي تغطية كافة حاجيات مربي الماشية المتضررين. في حين سجلت اللجنة استكمال توزيع 353830 قنطارا من الشعير، استفاد منها 48581 فلاحا. كما سجلت اللجنة أيضا استكمال عملية تأهيل 54 كيلومترا من المسالك القروية، إضافة إلى بلوغ نسبة استصلاح الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة حاليا 97 في المائة.
وبخصوص قطاع الماء، أبرزت اللجنة تواصل برامج إصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المائية، البالغة كلفتها 117 مليون درهم. وتهم هذه البرامج على الخصوص إصلاح الأضرار التي لحقت بـ 43 محطة هيدرولوجية من وكالات الأحواض المائية، وإصلاح الأضرار المسجلة في شبكات توزيع الماء الشروب، إضافة إلى إنجاز وتجهيز أثقاب وآبار جديدة بالأقاليم المتضررة، وتأهيل البنيات التحتية المتعلقة بالسدود.
في قطاع التعليم، كشفت اللجنة أن 111 مدرسة ستكون جاهزة بعد انتهاء أشغال إعادة تأهيلها لاستقبال التلاميذ برسم الدخول المدرسي الحالي، إضافة إلى دخول 110 مؤسسات تعليمة الخدمة خلال هذا الموسم الدراسي، في انتظار أن تكون 1287 مدرسة جاهزة بعد انتهاء أشغال التأهيل والبناء لاستقبال التلاميذ قبل بدء الموسم الدراسي 2025/2026.
يشار إلى أن الكلفة التقديرية لإنجاز برنامج تأهيل وإعادة بناء مختلف المؤسسات التعليمية المتضررة تقدر بـحوالي 3.5 مليارات درهم.
وفي القطاع السياحي، تدارست اللجنة 238 طلبا للاستفادة من الدعم المالي، من أصل 355 طلبا قدمته مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة التي تضررت جراء زلزال الحوز، وذلك بميزانية إجمالية تقدر بـ 144 مليون درهم. وفي هذا الصدد استفادت 148 مؤسسة للإيواء السياحي من الشطر الأول الخاص بالدعم، بميزانية تبلغ 48 مليون درهم، علاوة على إعطاء انطلاقة صرف الشطر الثاني الخاص بالدعم، الذي استفادت منه إلى حد الساعة مؤسستان، بقيمة مالية تبلغ 3.8 ملايين درهم.
وفي سياق ذي صلة، تم تدارس 1155 ملفا لدعم ورشات الصناعة التقليدية، بميزانية إجمالية تناهز 78 مليون درهم. فقد جرى في إطار الشطر الأول الخاص بالدعم صرف 10 ملايين درهم لفائدة 1047 صانعا تقليديا. وإطلاق الشطر الثاني من خلال استفادة 105 صناع تقليديين من 1 مليون درهم.
وأشارت اللجنة أيضا إلى تواصل أشغال الترميم على صعيد عدد من الأسوار والمواقع الأثرية التاريخية التي تضررت جراء الزلزال، وذلك بهدف صون التراث الثقافي الوطني وتثمينه.
وأكدت اللجنة بين-الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز حرصها على مواصلة العمل وفق المقاربة نفسها “القائمة على حكامة نموذجية مقوماتها السرعة والفعالية والدقة، حتى يصبح هذا البرنامج نموذجا للتنمية الترابية المندمجة والمتوازنة ببلادنا، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، التي أصدرها حفظه الله خلال اجتماعي 9 و14 شتنبر من سنة 2023″، يقول بلاغ رئاسة الحكومة.