خلال حلقة برنامج” فرغ قلبك” ليوم الخميس في قناة المغاربية الجزائرية، قال احد المتدخلين بان الجزائر تحتاج لرئيس جزائري قح ليس اجنبيا ولا مغربيا ، يعرف عشرة من اجداده على الأقل.
ولا نعرف ما مبررات هذا الرجل حتى يخشى على بلاده من رئيس مغربي الأصل نعرف بان مثل هذه الأفكار الرجعية العنصرية التي تجذرت في المجتمع الجزائري بفعل ثقافة البغض والكراهية وتزوير التاريخ التي اعتمدها العسكر الانقلابيون منذ استيلاءهم على الحكم ومصادرتهم لإرادة شعبهم .
من أبشع الجرائم التي ارتكبتها طغمة المرادية التي استلمت السلطة من المستعمر، تزويرها للتاريخ ومسخها للحقائق لتشويه صورة المغرب في أعين شعبهم وقلب حسناته سيئات ومسح جميع الأحداث والوقائع التي تؤرخ للروابط التاريخية و العرقية والدينية والنضالية التي جمعت البلدين والشعبين على مر التاريخ وبالأخص مراهنة المغرب باستقلاله عندما هب للدفاع عن كرامة الجزائريين حينما هاجمتهم فرنسا لاحتلالهم ثم عندما سخر المغرب كل طاقاته وإمكانياته لدعم نضال جبهة التحرير إلى ان تحقق النصر على الاستعمار.
التاريخ سجل ان المغرب آوى واطعم وكسى ومول وسلح ودرب وبلغ به الأمر سن ضريبة على السكر لدعم الحكومة المؤقتة ثم مساعدة الحكومة الأولى بكل ما ملك ليتلقى نظير ذلك (جزاء سنمار).
لو استخدمنا كل رقاقات الانترنيت لما كفت لتسجيل أفضال المغرب وشعبه على الجزائر وكل الأمتين العربية والإسلامية إذ كان لها الحصن الحامي والدرع الواقي وصان جبهتها الغربية ضد اعتى الإمبراطوريات طوال 14 قرنا وسيأتي ولا شك اليوم الذي سينفض فيه غبار الزيف عن ذلك التاريخ وتتجلى الحقائق.
نعود إلى صاحبنا واسمه محمد من حي الحراش فنقول له بكل صدق وتواضع بان عليه مراجعة احداث تاريخ بلاده وسيعلم بأن معظم سكانها مغاربة في الأصل هاجروا في أزمان مختلفة لأسباب عديدة فخلال حملة واحدة للمرابطين خرج نصف سكان مراكش دفعة في الحملة واستقر معظمهم بالجزائر بعد الفتح .
وفي كل سنة من كل القرون الماضية كان معظم الحجاج المغاربة يستقرون بالجزائر عند الذهاب أو العودة وذهب مغاربة كثر إلى كل جهات شمال أفريقيا في العصور الموالية مع الموحدين والمرينيين وحتى أيام السعديين بل وطوال الوقت ولم يبدأ التمييز بين البلدين إلا مع بدأ فصل أطراف الإمبرطورية المغربية وإلحاق سواحلها الشمالية الشرقية بتركيا على أيدي القراصنة ثم احتلالها من قبل فرنسا.
والخلاصة نقول للسيد محمد وامثاله ممن تلقنوا عقيدة الكراهية للمغرب بأننا هنا في المملكة نعتبرهم اخوة مغرر بهم وضحايا لشحن دماغي خبيث سيشفون منه عاجلا أو آجلا ،وهنا الجزائري مواطن مشرف يحظى بالمساواة الآن وقبل الآن حين كان بين الجزائريين مستشارون ووزراء بل ورؤساء حكومة بجانب ملوك المغرب، رغم ان العديد منهم جاءوا في ركاب المعمر الفرنسي كعملاء وتراجمة وجواسيس.
في الأوضاع الراهنة التي عليها احوال الشعب الجزائري سيكون. محظوظا لو استطاع ان يحظى بتعيين قائد ملحقة إدارية أو حتى مقدم حومة مغربي في قصر المرادية فإنه كان سيسير البلد الشقيق افضل من تبون وشنقريحة ويخرجه من الظلمات إلى النور.
عندما تتحدثون عن المغاربة فتذكروا بانهم قد يكونون أبا أو عما أو جدا، فآخر المهاجرين إلى الجزائر هم الذين انتقلوا من جيش التحرير المغربي المنحل إلى المعركة في الجهة الأخرى من الحدود واستقروا بعد الاستقلال بالتجنس الاضطراري.
بالأمس القريب ،ارتكب غير المأسوف عليه ناكر الجميل بوخروبة جريمة القرن عندما امر زبانية الدكتاتورية بمداهمة اكثر من 45الف أسرة مغربية وسلبها كل شيء ثم الالقاء بها بعد ألوان التعذيب والاهانة خارج الحدود في ظروف لا إنسانية ليلة عيد الاضحى وكان معظم أفراد هذه الأسر من زيجات مختلطة لم يتخذوا جنسية جزائرية كالعديد الاخرين الذين فضلوا التقية للإفلات من الضغوط.
معظم الذين طردوا تركوا أولادا واخوانا وأقارب قد يكون متحدث المغاربية احدهم. وهل تساءل دعاة العنصرية من أين جاء الفيلالي والضراوي والزرهوني والشريف الوازاني؟
