قال والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري : إن “المغرب اعتمد المقاربة التي كانت دائما معتمدة على قناعة منه بمزايا التبادل الحر وقواعد السوق، حيث اختار بلدنا منذ الثمانينيات الانفتاح والليبرالية الاقتصادية المدروسة، إذ لا يكون السعي وراء النجاعة والتنافسية على حساب الاعتبارات الاجتماعية والتضامنية”.
وأضاف الجواهري في كلمة له خلال انطلاق الأيام الدولية الأولى للإقتصاد الكلي والمالية، اليوم الأربعاء بالداخلة، أن “قُرب المغرب الجغرافي والتاريخي من أوروبا لم يصرفه عن تطوير شراكات في جميع أنحاء العالم، والأهم من ذلك، أنه لم يكن أبدا على حساب انتمائه الإفريقي”.
واستحضر الجواهري خطاب جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي قال فيه إن “المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها تعانق أوروبا”. ولطالما احتلت القارة مكانة مركزية في التوجهات الاستراتيجية للبلاد، كما يتضح من خلال العديد من الخطابات التي ألقاها جلالة الملك محمد السادس على مدى ربع قرن من الزمن.
ولفت الجواهري أن “جلالة الملك محمد السادس قد دعا غير ما مرة إلى تنمية مشتركة على أساس رابح-رابح وأطلق مشاريع كبرى مثل خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي من شأنه أن يساهم في تنويع الإمدادات الطاقية للعديد من الدول، وكالمساهمة في ضمان الأمن الغذائي بالقارة، وكذا المبادرة الأطلسية الرامية إلى تسهيل الاندماج التجاري للعديد من البلدان غير الساحلية”.
وأبرز الجواهري، أن “المغرب يحظى بعلاقات مع باقي دول القارة عموما بمكانة متفردة وخاصة في السياسات العمومية المتعلقة بالمبادلات التجارية والاستثمار، مما يسهل استقرار العديد من المجموعات المغربية التي تعمل في مجال الخدمات المالية، وقطاعات التعدين والاتصالات اللاسلكية والعقار”.
وحسب الجواهري فإن تطوير القطب المالي للدار البيضاء “يندرج أيضا في إطار هذا التوجه، إذ يهدف إلى إنشاء مركز مالي إقليمي متعدد الخدمات موجه نحو إفريقيا. كما يحتضن المغرب المقر الرئيسي لمنصة “إفريقيا 50″، ويعمل على تطويره للنهوض بالاستثمار في البنية التحتية وتسهيله”.
وعلى صعيد بنك المغرب أكد عبد اللطيف الجواهري، أنه “اعتمد في بناء علاقاته الدولية على الرؤية الشاملة التي حددها جلالة الملك، حيث قام بنك المغرب بتحفيز ومواكبة القطاع البنكي في نموه الخارجي في إفريقيا”، مشيرا إلى أن “بنك المغرب يحرص على أن ينتج عن هذا التوسع مساهمة حقيقية في تنمية البلدان المضيفة، فالبنوك المغربية حاضرة اليوم في أكثر من ثلاثين بلداً في القارة، حيث تحقق حوالي 23% من نشاطها”.
وبصفتنا بنك المغرب بنكاً مركزياً،يضيف الجواهري، “فقد تم تطوير علاقات وثيقة لتبادل التجارب والخبرات مع العديد من الهيئات التنظيمية في القارة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار منتديات مثل جمعية البنوك المركزية الإفريقية أو اللجنة الاقتصادية لإفريقيا أو الاتحاد الإفريقي. ولا تقتصر مجالات التعاون على المهام التقليدية للبنوك المركزية، بل نعمل كذلك على تدارس قضايا متداخلة مثل تغير المناخ والنوع الاجتماعي.”
يشار إلى أن بنك المغرب في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 ماي الجاري، بشراكة مع جامعة القاضي عياض في مراكش وجامعة بازل في سويسرا وبتعاون مع المجلس الجهوي لجهة الداخلة – وادي الذهب الأيام الأيام الدولية للإقتصاد الكلي والمالية 2024 .