تشهد الدورة الـ16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، التي فتحت أبوابها أمام الجمهور يوم الجمعة، توافدا غير مسبوق للزوار، مما يشهد على نجاح كبير ومؤكد يبرز أن المعرض أصبح موعدا لا محيد عنه في أجندات التظاهرات الفلاحية الدولية الكبرى .
فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ولت فئات كبيرة وبشكل متواصل وجهتها نحو المعرض الواقع في ساحة صهريج السواني بمكناس، مما يعكس الاهتمام المتزايد بقطاع الفلاحة وبالابتكارات والاتجاهات التي تشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي.
تتجول الحشود في أروقة المعرض باهتمام وانبهار كبيرين ، ذلك أن الامر يتعلق بالنسبة للعديد من الزوار بفرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات التكنولوجية في المجال الزراعي، بينما بالنسبة للآخرين، فهو بشكل لحظة مميزة لتجديد التواصل مع تقاليد الأجداد ومعارفهم.
أما الأطفال، فتشهد عيونهم الشاخصة على انبهارهم الكبير بالمعارض وبالأنشطة المتنوعة، خاصة في قطب تربية المواشي ، حيث تبلغ حماستهم ذروتها.
أما قطب المنتجات المجالية فيعد بمثابة رحلة حقيقية عبر ربوع المملكة، كما أنه يحظى باهتمام كبير من قبل الزوار، حيث تعج الأروقة بتدفق غير منقطع للزوار الذين يتوقون جميعا الى اكتشاف ما تحبل به أرض المغرب من خيرات.
وبالنسبة للجديد الذي تحمله هذه الدورة فيتمثل في رواق الفلاحة الرقمية “Agrodigital”، الذي يجمع الشركات العاملة في مجال تطوير الحلول والتقنيات الرقمية لتطوير أنظمة الإنتاج الزراعي الفعالة، والذي يشهد أيضا إقبالا كبيرا، سواء من طرف المهنيين الباحثين عن الابتكار أو الأفراد المتحمسين للاكتشاف.
كما أن أقطاب أخرى تؤثت فضاء المعرض الدولي الكبير، لا سيما القطب “الدولي” الذي يستقبل إسبانيا ضيف الشرف، بالإضافة بالخصوص إلى أقطاب “الزراعة الغذائية”، “المكننة”، و”الجهات “، و”المؤسسات”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال كمال حيدان، مفوض المعرض بالنيابة، إن هذه الدورة تجري بسلاسة كبيرة، مما يستجيب لأحد الأهداف الرئيسية المحددة لهذا الحدث.
وقال “لقد لاحظنا هذا العام تحسنا واضحا من حيث إمكانية الوصول ، وذلك بفضل التحسينات التي تم إدخالها على مواقف السيارات ومسالك الولوج، والتي كانت لها انعكاسات ايجابية كبيرة “.
وفي هذا السياق، سلط حيدان الضوء على الإقبال المتزايد على المعرض، مما يعكس جاذبيته الكبيرة، مؤكدا أن الفرصة متاحة لعامة الناس لزيارة مختلف الأقطاب.
كما أشار حيدان إلى أن هذا المعرض يشكل مصدرا حقيقيا للحلول والأجوبة هذا العام، لكونه يجمع العديد من الخبراء وقادة وأصحاب الحلول الرقمية والتكنولوجية، فضلا عن الحلول المتعلقة بتقنيات الزراعة.
وخلال أيام المعرض سلطت النقاشات، سواء في منصات العرض المختلفة أو خلال المؤتمرات العلمية والتقنية، الضوء على هذه الحلول، مع التركيز على الموضوع الرئيسي للمعرض: “المناخ والفلاحة.. من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”.
ويعرف المعرض الدولي للفلاحة الذي يتواصل الى غاية 28 أبريل الجاري مشاركة ما يقرب من 70 دولة و1500 عارض.