دعا وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الثلاثاء بمكناس، إلى تكثيف الجهود لدعم البحث الزراعي في مهمته الحاسمة المتمثلة في التكيف مع تحديات التغيرات المناخية.
وشدد صديقي، في كلمة خلال مؤتمر رفيع المستوى، انعقد تحت شعار “البحث الزراعي في مواجهة تحديات التغيرات المناخية”، على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والنهوض بالابتكار، في أفق بناء مستقبل تزدهر فيه الفلاحة، على الرغم من التقلبات المناخية، وهو ما من شأنه أن يسمح بضمان الأمن الغذائي وازدهار كافة المجتمعات، سواء في الوقت الراهن أو بالنسبة للأجيال القادمة.
وأكد، من جهة أخرى، أن البحث الزراعي والابتكار أصبحا ضروريان أكثر من أي وقت مضى لبلورة حلول مبتكرة قادرة على إحداث تحول ملموس للنظم الغذائية، مبرزا أن الهدف من ذلك يتمثل في جعل هذه النظم أكثر مرونة واستدامة وذات جودة أفضل، حيث تغطي سلسلة القيمة بأكملها، بدءا بالإنتاج الأولي ووصولا إلى الاستهلاك النهائي.
واعتبر الوزير أن إستراتيجية “الجيل الأخضر” تجعل من البحث الزراعي إحدى الرافعات الأساسية في تحويل نظم الإنتاج الفلاحي والغذائي، وتحسين سلاسل القيمة الفلاحية، وقطاع الفلاحة والصناعة الغذائية بالمغرب، مشيرا إلى أن تحسين هذه النظم يتطلب تعبئة دولية من أجل بحث زراعي شامل، متماسك ومبتكر، ملائم لواقع المجالات الترابية .
كما سجل صديقي أن التعبئة الدولية يتعين أن تمر عبر حكامة ملائمة للنظام الوطني للبحث الزراعي، والوسائل التي ينبغي وضعها رهن إشارة البحث والابتكار بما يتماشى مع آفاق تطويره، فضلا عن الانفتاح بين الباحثين ومختلف التخصصات، وتعزيز التعاون الدولي في مجال البحث والتنمية الفلاحية.
ويشكل هذا المؤتمر رفيع المستوى، المنظم على هامش المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، حدثا رئيسيا بالنسبة للقطاع الفلاحي، إذ أنه يوفر منصة للقاء والتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع، من باحثين وفلاحين ومقاولات فلاحية وهيئات بين مهنية وصناع القرار السياسي.
وقد مكن هذا المؤتمر من مناقشة رهانات وتحديات القطاع الفلاحي، وتحديد سبل تطويره واقتراح حلول. كما أنه يضطلع بدور هام في تطور البحث الزراعي ونشر المعارف والنهوض بالابتكار وتحسين إنتاجية القطاع واستدامته.