الدار البيضاء.. اقتناء ملابس العيد، تقليد أصيل وانتعاشة للدورة الاقتصادية

9 أبريل 2024آخر تحديث :
الدار البيضاء.. اقتناء ملابس العيد، تقليد أصيل وانتعاشة للدورة الاقتصادية
التهامي الوهابي (و.م.ع):
التهامي الوهابي (و.م.ع):

يمثل عيد الفطر بالنسبة للمغاربة مناسبة دينية واجتماعية لها طقوس وتقاليد ضاربة في عمق ثقافة الأمة المغربية، حيث دأب المغاربة مع قرب انتهاء شهر رمضان الكريم، على اقتناء الملابس التقليدية التي تعكس هويتهم وإبداع الصانع التقليدي المغربي، وهو تقليد أصيل متوارث عبر الأجيال يعطي بلا شك دفعة للرواج الاقتصادي.

وفي الأسواق المخصصة لبيع هذه الألبسة بالدار البيضاء، يمكن رؤية حياة نابضة بالحركة والنشاط خلال الأيام القليلة التي تسبق العيد، إذ يتوافد البيضاويون لشراء الملابس التقليدية بكثافة، ما دام تنوع التصاميم والألوان والأقمشة المتوفرة يتيح لهم هامشا أكبر لاختيار المناسب منها لذوقهم.

وتعكس تصاميم الملابس التقليدية التراث والثقافة المغربية العريقة، حيث تظهر كل تفصيلة من تفاصيلها إبداعا منقطع النظير من توقيع الصناع التقليديين، وهو ما يجعل تجربة شراء الملابس خلال عيد الفطر لا تقتصر فقط على الحصول على ملابس جديدة، بل تتحول إلى رحلة استكشاف.

وفي هذا الصدد، قال عبد الصمد دا مولاي، صاحب متجر للملابس التقليدية بالسوق الجديد بالحبوس، إن شراء الملابس التقليدية بمناسبة عيد الفطر هو تقليد وعادة متأصلة في الثقافة المغربية، وتعبير جماعي على الفرحة بقدوم العيد.

وأوضح السيد عبد الصمد أن غالبية الزبناء يأتون رفقة أبنائهم لاقتناء ملابس العيد التقليدية التي يوفرها السوق من قبيل “البلغة” و “السروال القندريسي” و”الجلباب”، كما أن مقتنيات أغلب الزبائن من البالغين أصبحت تقتصر في غالب الأحيان على ” السروال القندريسي” و”البلغة”.

في السابق، يضيف التاجر، كان معظم زبناء هذا السوق يقصدونه لشراء الطقم التقليدي كاملا، والذي يضم الجلباب التقليدي المغربي، و”السروال القندريسي”، و”الجبادور”، وكذا “البلغة الصفراء” المعروفة باسم “البزيوية”.

وتابع أن هذه العادة نفتقدها اليوم في السوق، فمنذ جائحة كورونا لاحظنا تغيرا في عادات الزبناء ومقتنياتهم التي أصبحت تقتصر على بعض الملابس، حيث لاحظنا كباعة أن هناك نوعا من التراجع على مستوى الإقبال على هذه المنتوجات التقليدية.

من جانبه قال طارق، أحد مرتادي هذا السوق إنه منذ نعومة أظافره اعتاد القدوم رفقة أحد أبويه لشراء ملابس العيد التقليدية، مبرزا أن له ذكريات في هذا المكان.

وتابع أنه يأتي اليوم رفقة طفله ذو الخمس سنوات لشراء ملابس العيد ليمكنه من اكتشاف الأجواء ويرسخ لديه هذا التقليد الأصيل و يستلم المشعل، وذلك للحفاظ على العادات والتقاليد التي تربى عليها معظم المغاربة.

وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها صناعة الملابس التقليدية، مثل دخول المكننة والتغيرات الإجتماعية، إلا أنها تظل صناعة مهمة ومزدهرة. فالطلب المستمر على هذه الملابس يعكس تمسك المغاربة بتقاليدهم وثقافتهم، ويساهم بشكل كبير في انتعاش الرواج التجاري وإن لمدة زمنية محدودة.

Click to resize
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق
التهامي الوهابي (و.م.ع):



Click to resize
Exit mobile version