سجل قطاع التكوين المهني بجهة فاس مكناس، خلال سنة 2023، زخما غير مسبوق في ميدان التكوين المهني من خلال اعتماد ما يزيد عن 160 مسلكا.
وباعتباره آلية تتيح للشباب اكتساب كفاءات جديدة وتعزيز تشغيلهم، يضم هذا العرض الجديد 35 مسلكا جديدا وإعادة هيكلة 45 مسلكا، فضلا عن الإبقاء على 80 مسلكا.
وتميزت السنة التي نودعها بإنجاز عدة مبادرات ومشاريع تروم تقوية القدرات الأفقية للمتدربين، حيث تعزز العرض التكويني المهني بافتتاح مؤسستين للتكوين ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
ويتعلق الأمر بمركز التكوين والمساعدة على إدماج الشباب ومركز التكوين في مهن البناء اللذين يرومان إغناء العرض التكويني الحالي وتعزيز فرص التكوين بالنسبة للمتدربين.
ومن ضمن المستجدات المهمة التي ميزت سنة 2023، أيضا، دخول معهد التكوين في مهن الصحة والعمل الاجتماعي بمكناس حيز الخدمة، والذي يقترح ما مجموعه 240 مقعدا بيداغوجيا تتوزع على ثلاث مستويات تكوينية (تقني متخصص، وتقني ومستوى التأهيل)، إضافة إلى مسالك أخرى في التكوين التأهيلي ستسهم في تعزيز العرض التكويني اعتمادا على حاجيات المهنيين.
ويتوزع عرض التكوين الأساسي على تسع وحدات تكوينية ضمنها التحاليل الطبية والأشعة التشخيصية، وفني التعقيم، ومساعد طبيب الأسنان، ومساعد بمركز إعادة التأهيل.
وحرصا منها على تحسين جودة التكوين، أكدت المديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة فاس – مكناس أنها “عاقدة العزم” على تمكين متدربي الجهة من رفع تحديات سوق الشغل وتعزيز الاندماج المهني، وهو ما يتماشى مع الإرادة الثابتة للأطراف المعنية لملائمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة فاس-مكناس، عبد الحكيم حدافي، أن المديرية الجهوية، بفضل مخططها الاستراتيجي، احتلت خلال السنة التي نودعها الرتبة الأولى على الصعيد الوطني ضمن برنامج التميز العملي، وهو نجاح يعكس الأهمية التي يحظى بها التكوين المهني بالجهة.
وأشار إلى أنه من ضمن المبادرات الأخرى المشجعة في المجال، احتضان المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية للملابس الجاهزة بفاس فقرات الدورة الرابعة من عرض الأزياء تحت شعار “عرض الأزياء الإبداعي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل”.
وسجل أن هذا الحدث الذي التأم خلاله عدد من مهنيي قطاع النسيج والألبسة بمدينة فاس، وفاعلون من المجتمع المدني وشركاء مؤسساتيون، تميزت بعرض الإبداعات المتميزة التي أنجزها متدربو السنة الثانية في شعبة تقني متخصص في الفصالة والخياطة بالمعاهد المتخصصة للتكنولوجيا التطبيقية بكل من فاس وصفرو ومكناس.
وبحسب المسؤول، فإن هذه التظاهرة تهدف إلى تحفيز التنافس بين المتدربين وتعزيز انفتاحهم على المحيط السوسيو -مهني.
وأكد حدافي أن جهة فاس – مكناس تتموقع حاليا كفاعل رئيسي في مجال التكوين المهني، حيث توفر مجموعة واسعة من التخصصات والمسالك التي تستجيب لحاجيات سوق الشغل، مشيرا في السياق ذاته إلى اعتماد نموذجي بيداغوجي يرتكز على المتدرب والتدابير الرامية إلى تحسين جودة التكوين من أجل تكوين وتأهيل الشباب ورفع التحديات المهنية المستقبلية.
وأشار إلى أن جهة فاس – مكناس تضم 40 مؤسسة للتكوين المهني، ضمنها 8 مؤسسات قطاعية متخصصة تغطي مختلف الميادين كالصحة والنقل واللوجيستيك والصناعة وقطاع الأشغال والبناء، والنسيج، والرقمي والذكاء الاصطناعي، والسياحة والصناعة الغذائية، مبرزا أن العرض التكويني للجهة يصل إلى أزيد من 41 ألف مقعد بيداغوجي، يتضمن التكوينات الأساسية والتأهيلية.
وأفاد المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بأن المستفيدين من مختلف هاته المهن الرامية إلى تسهيل اندماج الشباب في سوق الشغل، يتوزعون على 47 في المائة من الإناث، و53 في المائة من الذكور على صعيد جهة فاس – مكناس.