أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أن ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يحظى بعناية خاصة من طرف الحكومة، ويندرج ضمن أولويات عملها.
وأوضح بنسعيد، في معرض رده على سؤال خلال جلسة الأسئلة الشفهية، حول “تقييم ورش تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية”، تقدم به الفريق الحركي، أنه في إطار تكريس الرؤية الإستراتيجية في مجال التحول الرقمي وإصلاح الإدارة واستعمال الأمازيغية، وتطبيقا لأحكام المادة 18 من قانون المالية لسنة 2023، صدر المرسوم المتعلق بتحديد أشكال وكيفيات دفع المبالغ وتقديم الدعم من صندوق تحديث الإدارة العمومية ودعم الانتقال الرقمي واستعمال الأمازيغية؛ مشيرا إلى أن هذا الصندوق سيساهم في تمويل ورش تكريس الأمازيغية.
وفي هذا السياق، أكد المسؤول الحكومي أن قطاع الثقافة يعمل على مواصلة تعزيز جهوده الرامية لإدماج المكون الثقافي الأمازيغي في مختلف تدخلاته، وذلك من خلال تنظيم المهرجانات الفنية والتراثية ذات الطابع الأمازيغي، والاحتفال برأس السنة الأمازيغية، بتنظيم مجموعة من التظاهرات الثقافية، واعتماد الأمازيغية في الإعلانات والأنشطة الخاصة بالمهرجانات.
ولفت بنسعيد إلى أن الوزارة حرصت على دعم المشاريع الثقافية والفنية الأمازيغية في مجالات المسرح، والموسيقى والغناء، وعلى تمثيلية المشاريع الثقافية والفنية الأمازيغية داخل منظومة الدعم، فضلا عن استفادة بعض أطر الوزارة من التكوين في اللغة الأمازيغية.
كما أعلن عن الشروع في إضافة اللغة الأمازيغية في لوحات التشوير بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية، وكذا إدراجها في المقرر الدراسي لطلبة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وتعزيز الرصيد الوثائقي للمكتبات العمومية بالكتب والإصدارات باللغة الأمازيغية، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات فكرية وندوات تهم الكتب الصادرة عن ك تاب أمازيغ أو المنشورات الصادرة باللغة الأمازيغية.
وفي مجال التواصل، أفاد بنسعيد بأنه تم اتخاذ مجموعة من المبادرات، منها على الخصوص “إعداد مشروع اتفاقية إطار للشراكة بين قطاع التواصل والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بشأن تعزيز وتشجيع مكانة الثقافة الأمازيغية في مجال الإعلام والاتصال”، و”إدراج تدريس اللغة الأمازيغية في مقررات المعاهد العليا التابعة لقطاع الاتصال”، و”تأهيل مدققين ومترجمين لغويين للإشراف على المطبوعات التي يعتزم القطاع إصدارها باللغة الأمازيغية”.
وفي المجال السمعي البصري، أعلن الوزير أنه سيتم خلال الشهر المقبل توقيع اتفاق شراكة بين الوزارة والقناة الأمازيغية من أجل تمكينها من الوسائل اللازمة لإعادة النظر في الإنتاجات الأمازيغية.
كما يقوم المركز السينمائي المغربي، يضيف الوزير، بعملية التحسيس بإدماج اللغة الأمازيغية بالهويات البصرية لشركات الإنتاج السينمائي والسمعي البصري والتوزيع والقاعات السينمائية وإعلانات المهرجانات السينمائية، وإشراك صناع الأعمال السينمائية في هذا الورش الوطني من أجل ترجمة أعمالهم السينمائية بالأمازيغية خلال عرضها بالقاعات والمهرجانات السينمائية، علاوة على التنسيق مع لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية بخصوص دعم الإنتاجات السينمائية الناطقة باللغة الأمازيغية والمستجيبة للشروط المحددة في منظومة الدعم العموم.