تواصل جهة الدار البيضاء – سطات الانخراط في دينامية كبيرة على عدة مستويات مع إعادة اكتشاف نفسها .. فخلال سنة 2023 تم إطلاق العديد من الأوراش التنموية الهامة مع وجود أخرى في طور الإنجاز، فضلا عن مشاريع سترى النور مستقبلا.
وبناء عليه، تشهد جهة الدار البيضاء – سطات إعادة اكتشاف معالمها، مع تحول كبير على إيقاع سلسلة من المشاريع الطموحة، الواعدة بتغيير صورة هذه الجهة وضخ نفس تنموي جديد فيها.
فالمشاريع الكبرى، التي تغطي البنية التحتية وتعزيز ركائز التنمية المستدامة، بدأت تعطي ثمارها، بل وتستغل كل إمكانات التنمية التي تزخر بها الجهة، والنتيجة هي تعزيز دينامية التطور والتنمية التي تؤكد على أهمية هذه المنطقة باعتبارها جهة رائدة على المستوى الوطني والقاري.
وليس هذا فقط. بل إن الجهة تتفاعل مع التظاهرات المستقبلية الكبرى، إذ سيتم على مستوى بنسليمان بناء الملعب الكبير للدار البيضاء، والذي سيحتضن مباريات كأس العالم 2030.
وسيكون هذا الملعب، الذي تصل سعته 110 ألف مقعد بميزانية استثمارية تبلغ حوالي 5 مليارات من الدراهم خلال الفترة 2025- 2028، من بين أرقى الملاعب في العالم. يتعلق الأمر بمشروع يعزز البنية التحتية الرياضية للمملكة بهدف استضافة منافسات رياضية كبرى على المستوى الوطني والقاري والدولي، مما يوفر للجهة مرفقا جذابا يساهم بشكل كبير في تطويرها.
وينضاف إلى ذلك تأهيل وعصرنة المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، عملا بمعايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في أفق 2025، وكذا معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في أفق سنة 2028.
وبعيدا قليلا عن إقليم بنسليمان، وعن الرياضة، هناك مشروع هيكلي آخر يتعلق بالمنصة المخصصة لتسويق المنتجات الغذائية، وهي الأولى من نوعها في المملكة والتي سيكون مقرها بحد السوالم.
ويهدف هذا المشروع العملاق، الذي خصصت له ميزانية قدرها 1,5 مليار درهم، إلى نقل أسواق الجملة الأربعة الحالية خارج مدينة الدار البيضاء من خلال تجميعها (سوق الفواكه والخضروات بحي مولاي رشيد، والأسماك بالهراويين، والبيض بحي لاجيروند، والدواجن بالحي المحمدي).
ومن بين المشاريع الأخرى الهامة هناك محطة تحلية مياه البحر، وهي الأكبر على المستوى الأفريقي والتي تندرج في إطار البرنامج الوطني للتزود بمياه الشرب والسقي للفترة 2020- 2027.
وتهدف هذه المحطة ( 200 مليون متر 3 سنويا في مرحلة أولى) إلى تعزيز إمدادات المياه الصالحة للشرب لجهة الدار البيضاء – سطات مع توفير المياه لأغراض السقي، وذلك من خلال تعبئة الموارد المائية غير التقليدية.
ومن بين المشاريع البيئية أيضا، وحدة فرز وتثمين النفايات المنزلية بالدار البيضاء، وهي الأكبر في المغرب.. ويروم هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الاستثمارية الإجمالية حوالي 3.15 مليار درهم، إلى تحديث وتطوير أنظمة معالجة النفايات المنزلية وما شابهها وجعلها أكثر نجاعة على المستوى البيئي والاجتماعي.
أما على مستوى القطاع السياحي، فهناك مشروع قصر المؤتمرات الضخم، والذي يسعى إلى تسريع عملية تطوير الدار البيضاء كقطب دولي وتشجيع سياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.
وسيضم قصر المؤتمرات، الذي تصل ميزانيته الإجمالية 1,5 مليار درهم، عدة قاعات للمؤتمرات ومركزا كبيرا للمعارض وفندقا، في موقع يقع على المحور الرابط بين مدينة الدار البيضاء ومطار محمد الخامس. وفي انتظار تحقيق هذا المشروع الواعد، سيكون لمعرض الدار البيضاء الدولي حلة جديدة مما يسمح للمدينة باستضافة الأحداث الدولية الكبرى.
وستساهم مشاريع أخرى، توجد في طور الإنجاز، في إبراز التحول الذي تشهده جهة الدار البيضاء – سطات، في ما يتعلق، على وجه الخصوص، بتطوير خدمات السكك الحديدية، خاصة مع خط السكك الحديدية السريع في الدار البيضاء الكبرى، وخطوط الترامواي التي ستبلغ 100 كلم سنة 2024.. الحصيلة النهائية هي أن قطار تنمية جهة الدار البيضاء – سطات يسير على الطريق الصحيح.