أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، فجر اليوم الثلاثاء، أن الحركة “تقترب من التوصل إلى اتفاق” على هدنة بينها وبين إسرائيل، في الحرب الدائرة بين الطرفين منذ شهر ونصف الشهر.
وقال هنية، في رسالة مقتضبة نشرها حساب حماس على تطبيق “تلغرام”، إن “الحركة سلمت ردها إلى الإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل إلى اتفاق الهدنة”.
وتقود قطر، حيث يقيم هنية وحيث لـ”حماس” مكتب سياسي، جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق “حماس” سراح قسم من الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وتحتجزهم مذاك في قطاع غزة.
وأول أمس الأحد، قالت الدوحة إن التوصل إلى اتفاق بات مرهونا بحل قضايا “بسيطة” و”لوجستية”.
وأمس الاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه “يعتقد” أن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم “حماس” في قطاع غزة بات وشيكا.
من ناحيتهما، قال مصدران مطلعان على المفاوضات الجارية حول الاتفاق بين إسرائيل و”حماس”، لوكالة فرانس برس، إن “الصفقة تتضمن هدنة لخمسة أيام تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفا تاما لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ست ساعات يوميا فقط”.
وأضاف المصدران أن “الصفقة تتضمن إطلاق سراح ما بين 50 ومائة” رهينة محتجزين في قطاع غزة “لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء” الفلسطينيين.
وأوضح المصدران أن الإفراج عن هؤلاء “سيتم على مراحل، بمعدل عشرة أسرى من الإسرائيليين يوميا مقابل ثلاثين أسيرا فلسطينيا، على أن يتم الإفراج عمن يتبقى في اليوم الأخير”.
ويتضمن الاتفاق أيضا، وفق المصدرين، “إدخال ما بين مائة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع؛ بما فيها الشمال”.
ولفت المصدران إلى أن “حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسيط المصري بموافقتهما مبدئيا على بنود الصفقة”، مشيرين إلى أن “احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة”.
وحسب المصدرين، فإن “إسرائيل أصرت على ترابط العائلة، أي أنه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضا عن زوجها حتى لو كان عسكريا، وهو ما رفضته حماس؛ لكن مصر وقطر تعملان حاليا بتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإنهاء هذه النقطة”.
وما أن تُحل هذه النقطة العالقة “سيتم إعلان موعد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام قابلة للتجديد”، وفق المصدرين.
وكان الصليب الأحمر الدولي أعلن، أمس الاثنين، أن رئيسته سافرت إلى قطر “لمناقشة مسائل إنسانية تتصل بالنزاع المسلح في إسرائيل وغزة”.
واندلعت الحرب بين إسرائيل و”حماس” عقب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما اختطفت “حماس”، خلال الهجوم، حوالي 240 شخصا اقتادتهم معها إلى القطاع حيث تحتجزهم رهائن، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وتوعدت الدولة العبرية بـ”القضاء” على “حماس”، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، وبدأت عمليات برية منذ 27 أكتوبر؛ ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألفا و300 شخص في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أرقام أدلت بها حكومة “حماس”، مساء أمس الاثنين. وبين القتلى أكثر من 5 آلاف و600 طفل.