يمضي البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية في منطقة سيدي قاسم على الطريق الصحيح، ليعيد الأمل إلى نفوس الفلاحين المحليين، خاصة في مناطق زراعة الحبوب.
ففي حد كورت وعلى غرار عين دفالي وأيضا المناطق المجاورة، عاين فريق وكالة المغرب العربي للأنباء تفاؤلا بادي للعيان يغمر الفلاحين المحليين الذين لم يهاجروا حقولهم على الرغم من الظرفية الصعبة.
ولأن بالهم مشغول بضعف حصاد هذا الموسم ، أعرب الفلاحون عن أملهم في أن يساعدهم البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية في التغلب على هذه الفترة الصعبة التي أثرت على الموسم الفلاحي في منطقتهم.
فبمجرد علمهم بهذا البرنامج الاستثنائي الذي تم إطلاقه بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبددت مخاوف الفلاحين بفضل الغلاف المالي المخصص لهذا البرنامج الطارئ.
وفي هذا السياق، قال رشيد لاغزيري فلاح بحد كورت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه بفضل المبادرة الملكية يحق لنا الاستفادة من الدعم المخصص للأعلاف والشعير المدعم، إضافة إلى تعويضات للفلاحين المؤمنين، مضيفا أنه يمكن مباشرة زراعات أخرى في حال هطول الأمطار ، خاصة الزراعات الربيعية وأعلاف المواشي.
وأوضح أن “معظم غلة محاصيل الزراعات الخريفية (الزراعات المبكرة) تأثرت بسبب قلة الأمطار”، معربا عن أمله في أن تكون التساقطات المطرية المرتقبة خلال الأيام المقبلة طوق نجاة، خاصة بالنسبة للماشية.
وحث السيد لاغزيري، في هذا الصدد، المسؤولين على الانتقال للسرعة القصوى من أجل تنزيل البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، خاصة فيما يتعلق بالأعلاف المدعمة ومنح تعويضات للفلاحين.
وفي نفس السياق، أعرب الدهبي عبد المومن وهو فلاح في عين الدفالي عن امتنانه لهذه المبادرة الملكية التي تأتي لتلبية حاجيات الفلاحين في ظرفية يعاني فيها الموسم الفلاحي بدرجات متفاوتة بحسب كل المنطقة.
ومع ذلك، يضيف هذا الفلاح، يمكن أن يزداد الوضع تعقيدًا بالنسبة لأرضينا الفلاحية إذا تأخر الأمطار المنقذة إلى ما بعد الأيام القليلة المقبلة. وقال إن أسعار أعلاف المواشي قد ارتفعت بالفعل وقد ترتفع أكثر إذا لم تنزل الأمطار.
وفي معرض حديثه عن محاور البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية على مستوى جهة الرباط -سلا -القنيطرة، ذكر محمد سغماني عن المديرية الجهوية للفلاحة، في تصريح مماثل، بالعديد من الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل التنفيذ السريع للبرنامج.
وهكذا، بالنسبة لمحور حماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير ندرة المياه، تعتزم المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة توزيع 350 ألف قنطار من الشعير المدعم برسم الشطر الأول لفائدة حوالي 60.000 مربي المجترات الصغيرة بالجهة ، عبر مسطرة الشباك المفتوح.
ويتعلق الأمر أيضا بتوزيع 186 ألف قنطار من الأعلاف المركبة رسم الشطر الأول، لفائدة 12 ألف من مربي الأبقار اللحد من آثار ارتفاع أسعار المواد العلفية وتلقيح ومعالجة ما يناهز 2.7 مليون رأس من الأغنام والماعز بتكلفة تقدر ب 12 مليون درهم ومعالجة ما يفوق 230 ألف خلية نحل ضد داء الفارواز.
كما يهم الري التكميلي لاستدامة البساتين حديثة الزراعة (من 2 إلى 5 سنوات) التي تم غرسها في إطار الفلاحة التضامنية على مستوى منطقة نفوذ المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباط سلا القنيطرة على مساحة تفوق 6700 هكتار بميزانية إجمالية تناهز 13,8 مليون درهم.
ويتضمن أيضا إعادة تأهيل مدارات السقي الصغير والمتوسط (مدارين على مساحة 50 هكتار بإقليم سيدي قاسم) وحماية الأراضي الفلاحية ( 100 هكتار بالسهول – سلا) وإعداد وتجهيز نقط الماء: اعداد ما يقارب 30 نقطة ماء بإقليمي الخميسات وسيدي قاسم.
وفيما يتعلق بالتأمين الفلاحي (التأمين المتعدد المخاطر) تعمل هذه المديرية على تسريع أجرأة التأمين ضد الجفاف بالنسبة لما يناهز 16.800 فلاح على مستوى الجهة، على مساحة تفوق 126 ألف و 700 هكتار.
أما المحور الثالث المتعلق بتخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين سيتم إعادة جدولة مديونية الفلاحين لدى صندوق القرض الفلاحي، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي.
