صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام علاج جديد بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، أظهر فعاليته ضد متحور “أوميكرون” من الفيروس الذي يتسبّب بمرض (كوفيد-19).
والأجسام المضادة أحادية النسيلة هي بروتينات مصنوعة في المختبر، تحاكي قدرة الجهاز المناعي على محاربة مسببات الأمراض الضارة مثل فيروس (كورونا).
ويعطى الجسم المضاد أحادي النسيلة، المعروف باسم “Bebtelovimab”، الذي تصنّعه شركة إيلي ليلي وشركاءه (Eli Lilly and Company) الأمريكية، من طريق الحقن في الوريد.
وأعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، أول أمس الخميس، أنها اشترت 600 ألف دورة علاجية منه. ويرتقب أن تحصل الوزارة على نصف الكمية في فبراير الجاري على أن تستلم النصف التالي في مارس المقبل.
ويتضمن العقد، الذي بلغت قيمته نحو 720 مليون دولار، أيضا خيارا لشراء 500 ألف دورة علاجية إضافية، بحسب شركة إيلي ليلي.
ويمكن استخدام “بيبتيلوفيماب” لعلاج الأشخاص المصابين بـ”كوفيد-19″ الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما وما فوق، ويعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، وأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالمرض الشديد الكبير، أو الذين لا تتوفر لديهم خيارات العلاج الأخرى أو لا تناسبهم سريريا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العلاج غير مصرح استخدامه للمرضى الذين أدخلوا إلى المستشفى، أو يحتاجون إلى العلاج بالأوكسجين.
وأظهرت الاختبارات المعملية أن العلاج أظهرت أنه فعال ضد أوميكرون على ما يبدو، وعلى المتحور الفرعي منه الجديد BA.2.
وقلل علاج “بيبتيلوفيماب” خلال تجربة سريرية على أشخاص معرضين لخطر الإصابة بالمرض الشديد جراء “كوفيد-19″، ظهور الأعراض لديهم، مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموه.
كما شهدت المجموعة التي حصلت على العلاج تراجعا في الحمل الفيروسي بعد خمسة أيام من تلقيه.
من جانبه، أوضح الدكتور دانيال سكوفرونسكي، كبير المسؤولين العلميين والطبيين لدى شركة إيلي ليلي، ورئيس مختبرات أبحاث إيلي ليلي، في بيان: “مع ظهور متحورات مثل أوميكرون، تظل خيارات العلاج محدودة. يسر إيلي ليلي توفير خيار علاجي آخر للمساعدة في تلبية الاحتياجات المستمرة للمرضى، ومقدمي الرعاية الصحية، الذين يواصلون صراعهم مع هذه الجائحة”.
أما الآثار الجانبية المحتملة لعلاج “بيبتيلوفيماب” فهي الغثيان والقيء. وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن العلماء لاحظوا أن تداعيات علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة الأخرى، نادرة لكن خطيرة، ومنها الحساسية المفرطة، ويمكن أن نشهد مثيلًا لها بعد تلقي علاج “بيبتيلوفيماب”.
وقالت الدكتورة باتريسيا كافازوني، مديرة مركز تقويم الأدوية والأبحاث التابع لإدارة الغذاء والدواء، في بيان، إن “هذا التفويض يعد خطوة مهمة في تلبية الحاجة إلى المزيد من الأدوات لعلاج المرضى مع استمرار ظهور متحورات جديدة من الفيروس”.
وحدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من استخدام علاج الأجسام المضادة أحادية النسيلة من شركة ريجينيرون، وإصدارات سابقة من علاجات شركة إيلي ليلي، في يناير الماضي، لأنها لم تعد فعالة ضد متحور أوميكرون، الذي كان السلالة المهيمنة لأسابيع عدة، ويمثل الآن جميع الإصابات الجديدة المسجلة في الولايات المتحدة.
واستهدفت تلك العلاجات جزءا من الفيروس الذي تغير مع متحور أوميكرون. وأعرب خبراء الصحة عن تفاؤلهم المتحفظ حول مسار تفشي “كوفيد-19” في الولايات المتحدة جزئيا، لأن البلاد لديها إمكانية الوصول إلى المزيد من العلاجات، مثل الأجسام المضادة أحادية النسيلة، أكثر من أي وقت مضى.