تسير الكرة من جديد بالشعبين المغربي والجزائري نحو كتابة فصل جديد وتاريخي في سجل العلاقات بين البلدين، التي أفسدها الساسة بمواقف أوصدت أبواب الحدود في وجه الجارين لما يقارب 25 سنة. فشعار “خاوة خاوة” الذي جاء ترجمة لدعوات مغربية وجزائرية من أجل تشجيع مشترك للمنتخبين في كأس أمم إفريقيا المقامة في مصر، وهو ما ظهر بشكل واضح في مختلف مباريات الأسود وثعالب الصحراء، صنع “كرة ثلج” كبرت مع حضور ثعالب الصحراء العرس النهائي لـ “الكان”، وقد لا تقف إلا بتفعيل مبادرة “اليد ممدودة” التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لفتح الحدود بين البلدين وطي خلاف دام لزهاء ربع قرن.
وينتظر أن يبرز أول مؤشر على التمهيد لهذه اللحظة التاريخية المنشودة، غدا الجمعة، بالشريط الحدودي، حيث ضرب الجمهور الرياضي المغربي ونظيره الجزائري مع بعضهما البعض موعدا للاحتفال بأبناء المدرب جمال بلماضي، في حال تتوجيهم بالكأس القارية على حساب السنيغال، والذي يتوقع أن يتخلله إطلاق نداءات وتوجيه رسائل سلمية تتضمن مطلب فتح الحدود المغلقة.
وحسب ما علمته “آش 24″، فإن السلطات المحلية في الشرق تعاملت بجدية مع هذه الدعوات، إذ اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة تحسبا لتدفق الجماهير الرياضية على الشريط الحدودي.
ويأتي اعتماد هذه الترتيبات بعدما سبق أن عرفت مباراة ثعالب الصحراء والكوت ديفوار اختراق مشجع جزائري الحدود بين البلدين، لمشاطرة أشقائه المغاربة فرحة فوز “الخضر” بالمواجهة.
وتسلق المشجع السياج الحديدي العازل بين المغرب والجزائر في منطقة بين الجراف، أقرب نقطة حدودية بين البلدين، قبل أن يقفز إلى الأراضي المغربية، ليتصدى له جنديان مغربيان، اقتاداه دون أي مقاومة منه إلى مركز عسكري على الشريط الحدودي.
ورغم ما أقدم عليه المشجع الجزائري يعد أمرا غير قانوني و”خطيرا”، إلا أن الجنديين المغربيين المرابطين للسهر على حراسة الحدود لم يعمدا إلى التعامل معه بشكل سيء، وهو السوك الذي الذي أشاد به رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الحالمين بأن يحرك هذا المشهد، المسؤولين في البلدين لفتح الحدود المغلقة لأسباب سياسية منذ العام 1994.