البكاي.. حكاية إخلاص ممتدة عبر أجيال في خدمة المملكة والوفاء للعرش العلوي

9 ديسمبر 2021آخر تحديث :

 

تضمن إصدار “مذكرات صحافي وثلاثة ملوك” الصحافي الراحل مصطفی العلوي حكاية تقدم دروسا قيمة وملهمة في الحياة أثر عظيم في النفوس، لما لها من عبر حول واحدة من أبرز الخصال النبيلة وهي الإخلاص.

 

هذه الحكاية تعلقت بأول رئیس حكومة مغربية، ذو الأصل البركاني، امبارك البكاي لهبيل، الذي مثل نموذجا فريدا للشخصية الشهمة التي تعمل بدأب وتفان وإخلاص خدمة للبلاد، وهي السمات امتدت في جينات هذه العائلة عبر الزمن إلى يومنا هذا.

 

ويروى عن هذا الرجل القوي، كما نعته الراحل مصطفى العلوي والذي أكد أنه عبد له الطريق ليكون صحافيا متميزا عندما وضعه على رأس جريدة “الفجر” التابعة الوزارة الداخلية آنذاك، أنه توجه عام 1939، تلبية لنداء السلطان، إلى فرنسا للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وقد أصيب حينها في ساقه وتعرض للأسر ونقل على إثرها إلى ألمانيا، ونتيجة إصابته البالغة في ساقه فقد تم بترها.

 

ليجري بعد ذلك ترحيله إلى المغرب في إطار تبادل الأسرى، وحينها عين قائدا على قبيلة بني ادرار وبعدها باشا على صفرو.

 

علم البكاي بالخطة التي كانت تعدها سلطات الحماية وبعزمها تنحية السلطان محمد بن يوسف، أخبر السلطان، وبعدها توجه إلى فرنسا للعمل على عرقلة تلك المساعي، غير أنه وبينما كان هناك تم نفي السلطان في غشت من عام 1953، وحين وصله الخبر قدم استقالته من منصبه في الباشوية.

 

​​موقف البكاي هذا، حظي بتنويه السلطان الذي بعث برسالة من منفاه مما جاء فيها “لا شيء يمكن أن يواسينا في منفانا أكثر من شعورنا بإخلاص رجل، المغرب فخور به كواحد من أبنائه، ولن تتأخر الأجيال القادمة عن تكريم جنابنا الشريف بالتنويه بذكركم وسيظل اسم البكاي مقترنا باسم جلالتنا”.

 

تشبت البكاي بمحمد بن يوسف سلطانا شرعيا للبلاد، ساند الحركة الوطنية وقاد عدة مساعي من أجل نيل الاستقلال.

 

عاد الملك محمد الخامس من المنفى في نوفمبر من عام 1955. وبعد ذلك في بداية عام 1956 تم تشكيل الحكومة التي عين البكاي رئيسا لها.

 

​​في مارس من عام 1956 وقع البكاي عقد الاستقلال. بعد ذلك بنحو سنتين ونتيجة مشاكل داخل الحكومة قدم البكاي استقالته، ليتم بعدها تشكيل حكومة أحمد بلافريج.

 

وفي عام 1960 عندما شكل الملك محمد الخامس حكومة ترأسها وكان ولي عهده نائبا له فيها، تم تعيين البكاي وزيرا للداخلية.

 

وفي السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1961 توفي الملك محمد الخامس، وفي الثاني عشر من شهر أبريل من السنة نفسها توفي البكاي بن مبارك، أي أن البكاي توفي شهرا ونصف فقط بعد وفاة جلالة الملك محمد الخامس.

 

وعن هذه اللحظة كتب الراحل مصطفى العلوي بأنه وجد الملك الراحل الحسن الثاني وهو يبكي امبارك البكاي بحرقة واضعا وجهه بين كتفيه.

 

وأضاف أن الحسن الثاني أمر بإقامة جنازة البكاي ببركان، حيث وجد الموكب الجنائزي فرق تحية من القوات الاحتياطية لتوديعه بكل مدينة.

 

لتبدأ برحيله حكايات أخرى لاستمرار هذا المنهج في العمل والتربية كتقليد في عائلة البكاي، إذ توارثه الأجيال المتعاقبة ليكون الخطيب الهبيل عنوانا حاليا له.

 

فعلى النهج ذاته ومبدأ الوفاء والإخلاص ذاته، واصل خدمة الوطن والعرش العلوي المجيد، في مشهد يتكرر لتأكيد التمسك بهذه الخصال النبيلة.

 

 

وبدأ خطيب الهبيل، هو حاصل على دبلوم مهندس دولة في البناء والقناطر، تخصص الهندسة المدنية، مساره المهني سنة 1983، بمؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء -الشرق، قبل أن يعين مندوبا إقليميا للإسكان ببني ملال- أزيلال سنة 1990.

 

كما شغل خطيب الهبيل، سنة 1992، منصب مدير مؤسسة العمران-الجنوب، ثم مدير مؤسسة العمران-تانسيفت سنة 1997، ليشغل بعد ذلك منصب مدير للشركة الجهوية العمران-مراكش والعمران تامنصورت، بتاريخ 30 أبريل 2009.

 

وفي 26 نونبر من 2010، عين خطيب، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، عاملا على إقليم النواصر، ثم بعدها عاملا على إقليم سطات، قبل أن يخلف عبدالسلام بكرات على رأس ولاية جهة بني ملال خنيفرة. كما أنه سجله يتضمن حصوله على وسام العرش من درجة فارس.. وهي كلها محطات زاد من تأكيد قدر اقتران عائلة البكاي بهذه الصورة النبيلة.. صورة يشهد فيها بالتفاني ونكران الذات في خدمة الوطن والمواطنين والعرش.

المصدر(آش 24):
Click to resize
المصدر (آش 24):
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق


المصدر(آش 24):
Click to resize
Exit mobile version